مُونُولُوجْ المَصِير .. فِي الجَنَّة أمْ فِي السَّعِير؟!

[ad_1]
بقلم عبد المجيد موميروس
أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكِ أَ نَفْسِي، وَيْ وَا حَرَّ قَلْبِي. قَد سَأَلَتْنِي الأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ: مَنْ هُوَ رَبِّي؟!. قُلْتُ خَسِئْتِ؛ إنَّمَا الوَاحِدُ غَافِرُ ذَنْبِي، وَ رَقْمُ كَيْنُونَتِي منْ جِنْسِ الأَصْفارِ. هَا المحْمولُ الذكّي، هَا حامِلُهُ الغَبِي. وَ خَطّي؛ لنْ يَخْترِقَهُ قُصَراءُ الأنْظارِ. فَرَصِيدَ الحُصَلاءِ غيرُ كَافي، وَ قَدْ إِتَّبَعُوا كَيْدَ الشَّيْطانِ الهَتّارِ. بِالتَّالي؛ هَا شَكْلُ الصّفْر إِهْلِيلِجِي، و أنَّ المعْرِفةَ في غَيَاهِب الإحْتِضارِ. إِذَنْ؛ سَرَائِرُ الحُصَلَاءِ كُنْهٌ مُتَشابِهٌ، فَلَا دَاعِي لِسَبْرِ الأَغْوَارِ. تَمَامًا؛ حَفلةُ الأَهْوَاءِ تَنَكُّريَة، ضَميرُها فَارغٌ مُفْرَغٌ، وَ صِفْرُهَا جَالِبُ الإِحْتِقارِ.
فَقَلَّبْتُ إِحْساسِي، حِينَ أَخْرجَهُ شَغَفِي القِيَاسِي، لَكِنَّهُ لمْ يَعُدْ مِثْلَما خَرَجَ. أوْ؛ كأَنَّمَا إِلَيَّ قدْ عادَ، فَلَيْتَهُ لَوْ أَنَّهُ مَا خَرَجَ. حيْثُ؛ جاءَ علَى لسَاني نُطْقًا، وَ قَدْ رَجَعَ إليَّ سَمْعًا. عَدَا أَنَّ الشَبَهَ مُنْعَدِمٌ، وَ الفَرْق مُتَوَاتِرٌ بَيْنَ النُّطْقِ و بَيْنِ السَّمْعِ. ثَمَّةَ؛ إخْتِلافٌ مِحْوَرِي، حَوْلَ بِنْيَة السَّجْعِ. مِنْ حَيْثُ أَنَّهُ قدْ عادَ إليَّ، على هَيْئَة السِبابِ. فَلَسوْفَ أَعْفُو، رغمَ فَظاعَة المُصابِ. وَيْحَكَ أَ ظِلِّي؛ خُذْ نَصِيبَكَ، هَا قَسِيمَتُكَ بينَ الكِتَاب. فَلَقد هَزَمْتُ طَوابيرَ اللَّغْوِ، بِجَوامِع الكَلِم و ِبجَوَاهِر الأَذْكارِ. و الفَضْلُ للخالقِ الأعْظَمِ، اللهُ المُعِين عَلَى الإخْتيارِ. سُبْحَانَه؛ الهَادِي إِلى سَبِيل الإنْتِصارِ.
رَبَّاهُ؛ فَأَنْتَ مَوْلَايَ، وَ قد إسْتَفَزَّني عَقْلِي، لمّا تَمْتَمَ : ما العمَل؟!. بينما؛ لَا أُجْرَة مُقَابِلَ السُّخْرَة، فَلَسْتُ قِطْعةَ الغيّارِ. وَا عَقْلِي؛ هَا نُقُودُهُم لَا وَ لنْ تَكْفِي، بِضْعُ وُرَيْقات كيْ لَا أَنْفي. لذَا؛ لَا دَاعي لكَشْفِ رَقْمِيَّات الأسْرارِ. و الحمدُ للهِ؛ أنّي فَوقَ سَطحِ المرِّيخ، فلَنْ أشْتَري شُقةً، و لَنْ أحوزَ سيّارة مُسْتعْملَة. كما لنْ أشتريَ المُكَسّرَات، و لنْ أُوَاكبَ عادةَ الأغْيارِ.
أوْ؛ قَد وَلّى زَمنُ لُفافاتِ الإنْتِشاء، حيثُ لا حَاجةَ لي بِالمزيدِ مِنَ التّسْوِيف. فعلَى المَرّيخِ هَا هُنا؛ لَيْسَ الصِّفْرُ صِفرًا، بَلْ مَجِّدُوا الوَاحِدَ الأَحدَ اللّطِيف.
أَمَّا بعدَ نَشْأَتِي الحَافِلَة، ذِي سَاعةِ الصِّفْرِ، مِنْ سُوَيْعَات الفَنَاء. هَا هُمُ بالدّاخِلِ؛ شَمْلُ الحُصلَاءِ مَفْجُوعٌ، حولَ مَائِدَة الخَواء. تمامًا؛ سَوَادُ أَفْئِدَتِهِم دَامِسٌ، و جَاهِليَّتُهُمُ النَّكْراء. لقد كانتْ نَوائِبَ الإدْمانِ، دافِعَةً لِي نَحْو الصّدقِ في الدّعَاء. هَيْلُولَة؛ هَا قد أَنْعَم اللهُ عَلَيَّ بِالفَتْحِ وَ بِالشّفاء.
الله اللهُ يَا مَولَايْ؛ أَنْتَ الفَرْدُ الذي لَا يَنَام!. لَيُخَالجُ صَدْري صَوتُ مُذيعَة، قدْ أَشْهَرَتْ كِذْبَةً شنيعَة. ذَا مَنْطوقُ الخبَرِ، قدْ إنْتَشَر حينَ تَكرَّرَ. فَتَنَاقَلَهُ السّامعُ، عنْ ذَاكَ الذِي وَ مَا حَضَرَ. سَاعَتَهَا أطْفأْتُ التِّلْفاز، وَ ضَبَطْتُ المحْمولَ عَلَى الإِيقَاعِ الهَزَّاز. غُفْرانَكَ رَبِّي؛ وَ إِلَيْكَ المَصِير، فَريقٌ بالجَنَّة و فَريقٌ في السَّعِير. هُنَالِكَ؛ لَا تَمْيِيزَ بيْنَ الأجْناس، حِسابٌ سَريعٌ أَ عَدِيمِي الإِحْساسِ. بَيْنمَا؛ عَلى الأرضِ أروَاحٌ مَكْلُومَة، و قَصْفٌ جَوِّي، يُريدُ تَعْكيرَ جَوِّي. حَيثُ؛ فِي أَسْوَءِ تَقْوِيمٍ، قد خُلِقَ الإنْسانُ الآلي. فَلَحَتْمًا؛ سَنفْتَقِدُ سِيرَة الكَائِن البَالي. وَ قَبْلَ أن يَرقُدَ ضميرُ الحُصَلاءِ، هَا هُم قدْ إجْتَمَعوا حَوْلَهُ، كمَا تسَامَروا معَهُ. و عنْدَما تنَفَّسَ الصُّبْح، وَجَدْتُ جُثةَ الوَعي مَرْدُومَة، تحتَ رُكامِ الغَبَاء.
لَحَتَّى رَنَّ الهاتِفُ، هَا الأَعْلَوْنَ بِالإيمَان. وَ يَالَهَا أسْئِلَتِي الأَبِيَّة : جَدَلِيَّةٌ رَوْحَانِيّة بِعَفَوِيَّتِي النَدِيّة. ثُمّ؛ قد أَجْرَيْتُ إِتِّصالًا لَاسِلْكِيًّا، بيْن الفِطْرَة و بينَ الخَاطِر. فَتَداخَلتِ الخطُوط، و تمَايَزَت شَهَواتُ نَفسيَ العَصِيَّة. رَبَّاهُ؛ سَيْلٌ جَارفٌ منَ المُحَادَثَات، بيْنَ الأَحَاسِيسِ و بيْنَ المَقَايِيس. لَوَيْحَكِ أَ نَفْسِي؛ تَقطَعِينَ الخطَّ، مِثْلما تَقْطَعُ العَرَّافَةُ حَبلَ السُّرَّة.
وَيا رَوْحَ رُوحِي؛ لكمْ أجدُني حَائِرًا. أوْ؛ اللَّهُمَّ إِرْحَمْ ضَعْفِي، إذْ أنّي لَسْتُ قادِرًا؟!. سَأَسْتنْفِرُ فِراسَتِي، حتّى نَسْتِقَرَّ معًا عَلى نَظْرَة. سَأكَرِّرُ الذَهَب الأحْمر، ألفَ مَرّة عدَا مَرَّة. فَهَا أنَا ذَا؛ كُلَّما تَأَمَّلْتُ فِي الخَلْقِ، يُبْهِرُنِي الخَالِقُ بِبَسْطَةٍ فِي الرِّزْقِ. وَ لِله العِزّة، فالتّوْحِيدُ كَلِمَةُ الفِطْرة.
أَشْهدُ أنّ لَا إِله إلّا الله، و أشْهَدُ أنَّ مُحَمدً عبدُهُ وَ رَسُولهُ. هَا ذَكاءُ المخْتَبَراتِ، و هَا أَجْسَاد التَّجَارب. بَلْ؛ حَنَاجِرٌ تُغَنّي عِندَ المدَرَّجَاتِ، بيْنَما الجَرَائِمُ فَوْقَ عُشْبِ الملَاعِب.
فَكَما؛ لوْ أنَّ تِرْيَاقًا مَا بِدَوَاخِلي، يَسْقي الوَهْمَ بِالسُّمِّ. و يجْري الأمَل بِمَجْرَى الدَّمِ. كيْ يمُوتَ الوَهْمُ، بُشْرَايَ بِرَوْعَة النَّدَمِ. وَ يالَها طَفْرَتي الكَونِيّة؛ فأنَّها فَلْسَفَتي الزَكِيّة، هَا إسْتِعاضَتي التِقْنيّة. طَبْعًا؛ أَعْلمُ منْ أيْنَ أَنَا أتَيْتُ. فَمِنَ الجَنّة قدْ هَبَطْتُ، ثُمَّ تَوَارَيْتُ. أيْضًا؛ أنَا أعْلمُ مَا أُريدُ، إِذْ كِتَابُ الله المُفِيدُ وَ أَنِّيَ المُسْتَفِيدُ. بَيْنَما الأزْرَارُ المَرْمِيّة، تكْشفُ البَقَايا المَخْفِيّة. وَ الحمدُ للهِ؛ قد جَاءَ رَبِّي وَ المَلَكُ صَفًّا صَفًّا. فَلَا تَسْأَلِيني أَ نَفْسِي، قدْ رحِمَ اللهُ ضُعْفًا. هَا المطَرُ الغَزِير، هَا الحُصَلَاءُ في السّعير . وَ بِئْسَ المَنْفَى.
عبد المجيد موميروس
سَجَّاعٌ شَاعِرٌ وَ كَاتِبُ الرَّأْيِ
Abdulmajid Moumĕrõs
Abdulmajid Moumĕrõs