قضايانا ورؤيتنا؛ إضاءة بضياء أهل الرأي والفكر (5)

[ad_1]

النائب الأردني الدكتور عيد النعيمات

جميل أن تتناغم أفكارنا وتتناسق مع هويتنا وانتماءاتنا بدءا من الانتماء الإنساني إلى الانتماء إلى مفردات الهوية، والأجمل من ذلك أن نكون حروفاً تامةً كاملة معبرة في مكانها وموقعها اللائق بها على السطور، وعلى دراية بواقعنا صادقين مخلصين وفاعلين ناضجين ناهضين بحس مسؤول على مساطر الإرتقاء بأوطاننا ومجتمعاتنا ومحيطنا وعالمنا الإنساني الرحب.
في حديث حول العديد من الأوضاع الراهنة عربية وإسلامية وشرق أوسطية؛ سياسية واقتصادية وفكرية مع شخصية نيابية عربية مرموقة منتمية مسؤولة وصادقة مثلت شعبها في عدة دورات خير تمثيل ومثلت بلادها وقيمها خير.. شخصية من أهل الرأي والعلم والفكر والرؤى التحررية إنه البرلماني الإنسان والعربي الأردني الأصيل الذي لم يقف أمامه أي عائق يحول بينه وبين إخلاصه وعطائه سواء تعلق ذلك بالمجتمع الأردني أو بعالمنا العربي والإسلامي، مع سعادة النائب الدكتور عيد النعيمات* خرجنا بزبدة الصدق من الحديث ودقة الرأي وصواب الرؤية في الحوار الذي دار مع معاليه على النحو التالي/
– سعادة النائب أعتقد أن تجربة الصراعات الطويلة المحتدمة في منطقتنا من أقسى وأصعب التجارب وتعلمون للتجربة السياسية دور في صياغة الأفكار وصنع القرارات وإنضاجها، وللصدق والشجاعة والشفافية والثقة بالذات دورٌ في صناعة المواقف والقرارات القوية وإيصال الرسائل الصعبة؛ وهكذا كان الأردن الذي يواجه على عدة جبهات معقدة وفي منطقةٍ يُعد وصفها بالمضطربة أمرٌ في غاية التفاؤل فما نعيشه في المشرق العربي من قضايا شائكة أمر مُقلق بل ومرعبٌ أيضا، وقد كان خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة خطاباً مؤثراً ومثيرا للاهتمام، ونتساءل هنا ونجيب من خلال معاليكم في هذه الإضاءة الرابعة من قضايانا ورؤيتنا، وتأتي أسئلتنا على النحو التالي:
– كانت تصريحات جلالة الملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية على منبر الأمم المتحدة وعلى مرأى ومسمع العالم كله أكثر صراحة ودقة ووضوحاً بشأن ما يهدد الأردن من الجانب السوري ومتعهداً بالدفاع عن الأردن في مواجهة أية تهديدات وقد بين الجهات المسؤولة عن تهريب المخدرات إلى الأردن، وقد سبق أن صرح جلالته مراراً وتكراراً وفي مناسبات عديدة بشأن المخاطر التي تتهدد منطقة الشرق الأوسط ومنها مخطط الهلال الشيعي المشروع الذي يسعى لإقامته النظام الإيراني كأكبر المخاطر التي ستلُم بالشرق الأوسط؛ كيف تقرأون تصريحات جلالته، وكيف سيواجه الأردن المرحلة القامة خاصة أن مسار التطبيع مع النظام الإيراني لم يأتي بثماره كما لا تزال الدول العربية بما فيها الأردن تنتظر ردود واستجابات النظام السوري؟
– بداية الأردن دولة عربية ذات سيادة ونظام سياسي وإداري مستقر وأمنه مستتب لكنه يقع في محيط مضطرب وأمنه واستقراره مستهدفين واليوم مجتمعه مستهدف أيضاً يجب أن يعلم الجميع وخاصة القارئ العربي والدولي المعني أن حجم مسؤوليات الأردن كبيرة، وأن حجم ما هو مُلقى على عاتقه أكبر من قدرات الأردن الاقتصادية ولا توجد دولة في العالم تستوعب كم هائل من اللاجئين قياساً بعدد سكانها غير الأردن، ويقدم الأردن لمجتمع اللاجئين خدمات الأمن والصحة والتعليم والبيئة وغيرها من الخدمات شأنهم شأن المواطنين الأردنيين على الرغم من قلة الدعم الدولي للاجئين الذين هم مسؤولية المجتمع الدولي وليس الأردن بمفرده، مسؤوليات الأردن كبيرة والتزامه أكبر.
لقد أوجز جلالة الملك في وقت قصير ما يتعرض له الأردن من تهديدات ومخاطر وما يتحمله الأردن من أعباء إقليمية ودولية وأرسل رسالته الواضحة المباشرة للجميع ليتحملوا مسؤولياتهم وليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته وبين جلالته في هذه الرسالة استعداد الأردن لمواجهة كل ما يواجه الأردن من تهديدات عندما قال (سنحمي بلادنا) ونحن وراءه شعباً وحكومةً وجيشاً نقول نعم سنحمي بلادنا ومستعدون للتضحية من أجلها، ولقد كانت رسالة جلالته بشأن الأردن وفلسطين رسالة جميع الأردنيين؛ نعم كما قالها جلالته (لا يمكن القفز على حقوق الفلسطينيين) والأردن وسيادته وأمنه وأمان واستقرار شعبه خط أحمر، ولم يوجه جلالته نحو خلق تصعيد في خطابه وإنما كان الحديث عن الحقوق والقدرة على حمايتها والإستعداد لذلك، وكعادتنا نلتزم بالقيم والقوانين والأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار ونقدم الحوار على ما سواه، ووضع جلالته في خطابه بالأمم المتحدة النقاط على الحروف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وسيادة الأردن وأمنه وقضية اللاجئين على أرض الأردن وقضية اللاجئين المُرتقب تصاعدها نظراً لما تمر به سوريا من قلق وعدم اسقرار وفقدان للسيادة، وكان الخطاب شاملا كاملاً ورسالة بينة.
– لمن السيادة على الأرض في سوريا، وهل سيعبىء النظام الإيراني ووكلائه على الأرض الفراغات التي يتركها الروس وغيرهم، وماذا لو تطلب أمن وسيادة موقفاً عسكرياً؟
برأيي الشخصي المتواضع السيادة على الأرض في سوريا سيادة خارج أُطر ومفاهيم الدول ولا توجد سيادة للدولة السورية ولا هي قادرة استعادة هذه السيادة حتى بعد زمن طويل واستند في رأيي هذا على عدم قدرة النظام في سوريا على ضبط الحدود رغم تعهده أمام جامعة الدول العربية، ولازلنا في الأردن نعاني من التهديدات القادمة عبر الحدود السورية معنا، وعليه فإن السيادة في سوريا لمن يهيمن على الأرض؛ السيادة في سوريا للأمريكان والروس والأتراك وحرس النظام الإيراني الذي بمقدوره في سوريا أن يقوم بمناورات عسكرية وأمنية مع قوات السلطات السورية، السيادة للجماعات المسلحة خارج منطق ومفاهيم الدول، والسيادة على مناطق الحدود السورية معنا بيد النظام الإيراني وميليشياته بالوكالة والمتعاونين من السلطات السورية معها، وحكومتنا وجيشنا وقواتنا الأمنية على علم بما يجري وعلى يقظة تامة وتكافح وتتصدى لكثيرٍ من هذه الإعتداءات السافرة وتكلف هذه الاعتداءات الأردن كثيراً على كافة الأصعدة فنحن حريصون على بذل أقصى الجهود لمكافحة تدفق المخدرات التي لن تصل إلى الأردن فحسب بل ستصل إلى اشقائنا العرب من حولنا أيضاً.
أما عن تعبئة النظام الإيراني ووكلائه على الأرض الفراغات التي يتركها الروس وغيرهم فهذا أمر لا شك فيه وهذا ما يراه جلالة الملك الذي كان أول من تكلم عن المخطط التوسعي للنظام الإيراني ووصفه جلالته في حينه بالهلال الشيعي، وعلى كل حال فمخططات النظام الإيراني هي الهيمنة على المنطقة برمتها ليس من أجل تحرير فلسطين كما يدعون وإنما هي أطماع توسعية، ويقع الأردن ضمن أهداف نظام ولاية الفقيه التوسعية لكنه عصي عليه وسيبقى كذلك حتى لو كلفنا ذلك آخر مواطن أردني وهذا هو رأي جميع الأردنيين، ولو تطلب الموقف حماية الأردن من الإعتداءات القادمة من الأراضي السورية بسبب فقدان السيادة بإتخاذ قرارات صعبة بأي صفة كانت فسيكون ذلك كخيار أخير بعد نفاذ كل الخيارات، وقد قالها جلالة الملك (سنحمي دولتنا).
– أصيبت المملكة المغربية بزلزال كبير مدمر، ودرنة الليبية بدمار الإعصار المرعب، وقبلها بداية أزمة الحرب في السودان وزلزال تركيا وسوريا، ويحتضن أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري بالإضافة إلى لاجئين آخرين.. كيف تعامل الأردن مع هذه الأزمات في الوقت الذي يعاني من مشقة تكاليف اللاجئين السوريين وتقاعس المجتمع الدولي مع قلة موارد الأردن وضعف قدراته الإقتصادية.. أليس في هذا إرهاق شديد للإقتصاد الأردني؟
من يعرف الأردن جيدا سيجد الأردن حاضراً في كل المحافل الدولية سيجد قواتنا حاضرة في مناطق النزاعات بالعالم في إطار قوات حفظ السلام وقوات وفرق الطوارئ الخاصة، أما لو تعلق الأمر بأشقائنا فللموقف خصوصية أخرى تفرضها القيم والروابط المشتركة؛ المملكة المغربية الشقيقة تعنينا بكل ما للكلمة من معنى وما يمس أشقائنا من آلام يُوجعنا مثلما يوجعهم ويترتب على ذلك فروض وواجبات نلتزم بها حتى لو كانت بنا خصاصة وهذه هي القيم التي لا يزال الأردن يتمسك بها قيادة وشعباً ونحن حاضرون لتقديم كافة أنواع الدعم لأشقائنا سواء في تركيا أو سوريا أو السودان أو المغرب أو ليبيا وفي كل مكان، وهذه فروض علينا ولن نتقاعس عن تأديتها في كافة الظروف والأوقات والأحوال، ولقد تألمنا كثيراً لما حدث من كوارث جراء الزلازال في تركيا وسوريا وزلزال المغرب وكارثة درنة ولما جرى ويجري في السودان وما جرى ويجري في اليمن ولبنان وسوريا والعراق وغيرها من الدول الشقيقة، وما يجري في فلسطين المحتلة على وجه الخصوص، وأما ما يتعلق بإشارتكم إلى معاناة الأردن من مشقة إدارة ملف اللاجئين السوريين فلا يمكن ربطه بما يقدمه الأردن من دعم لأشقائه في المحن والشدائد إذ لا يمكن أن يكون ذلك على حساب حقوق كل من يعيش على أرض الأردن من سوريين وغيرهم، الأردن بشعبه وقيادته هويته العطاء والرفعة ومتمسكون بهويتنا هذه مهما كلفنا ذلك، ولا يمكن تسمية المواقف الواجبة بين الأشقاء بالمُنهِكة أو المُرهِقة إنها واجبات وفروض، ويشهد اقتصادنا نموا جيدا ولله الحمد، ومن الناحية القانونية والإنسانية فإن المجتمع الدولي مُلزم بتقديم الدعم اللازم والكافي للدول المُضيفة لـ اللاجئين.
– في ظل عدم جدوى التطبيع مع النظام الإيراني، وعدم امتلاك النظام السوري للسيادة الكاملة على أراضيه، وحال العراق الذي ترونه واليمن المفقود ولبنان طريح الفراش.. هل هناك حلولاً بديلة لدى العرب.. أليس من الأفضل الوقوف إلى جانب ثورة الشعب الإيراني ومقاومته الوطنية، ألا ترون في سقوط وزوال نظام الملالي الحاكم باسم الدين في إيران خلاصاً لدول وشعوب المنطقة مما هي فيه من أزمات وكوارث قبل أن يكون ذلك خلاصاً للشعب الإيراني المنتفض؟
لا توجد حلولا قريبة في الأفق القريب وأرى شخصياً أن هذا لا يعني أننا كعرب لا نملك حلولا بل الكثير من الحلول؛ لكننا لا زلنا ننتظر أن يبادر من أرادوا التطبيع (إيران وسوريا) للخروج من أزماتهم بالإلتزام بما تعهدوا به علما بأنهم لم يلتزموا حتى الآن إذ لا زالت حدودنا تتعرض للإعتداءات والمخدرات والسلاح يتدفقان إلى الأردن رغم جهودنا المُكلفة على الحدود وقد اسقط جيشنا عشرات الطائرات المسيرة المحملة بالمخدرات، وهنا ماذا قدم من كان يريد التطبيع سواء كانت سوريا أو إيران فأحدهم على ما يبدو عاجزاً عن الإيفاء بشيء والثاني يبدو أنه غير راغب في الإلتزام وكل ما أراده هو كسب الوقت، وفي كل ملفات إدارته للصراعات والأزمات كان نظام ولاية الفقيه حريصاً دائماً على المماطلة وكسب الوقت كعادته، وشخصياً أرى أن مطالب الشعوب في الحرية والديمقراطية والاستقرار مطالب بسيطة ومشروعة ومن هذا المنطلق أتفق مع دعم إنتفاضة الشعب الإيراني المشروعة وتأييد الشعب الإيراني للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أمراً يجعل العالم الحر يقف إلى جانب المجلس الذي يدعو إلى برنامجاً حضارياً قدمته السيدة مريم رجوي من أجل إقامة دولة ديمقراطية تؤمن بالعدل والمساواة والحرية وحقوق المرأة وحسن الجوار ودولة غير نووية وقد حاز هذا البرنامج على رضى وترحيب الكثير من قادة العالم وأهل الاختصاص؛ وأرى أنا ومئات الملايين من العرب أن نجاح ثورة الشعب الإيراني الذي يطالب بتغيير نظام ولاية الفقيه في إيران وزوال فكره وآثاره ستمثل تحولا إيجابيا كبيراً لدى الشعب الإيراني وفي الوقت ذاته خلاصاً لدول وشعوب المنطقة مما هي فيه من فتن وحروب وكوارث وهدم ومخدرات وتطرف قبل أن يكون ذلك خلاصاً للشعب الإيراني، وأتمنى كما يتمنى غيري أن يعترف الجميع بنضال الشعب الإيراني وحقه في الدفاع عن نفسه، وأن يدعموا برنامج المجلس الوطني للمقاومة الإيراني لإقامة إيران ديمقراطية غير نووية تحترم سيادة الدول وكرامة الشعوب وتلتزم بالمواثيق والأعراف الدولية.

[ad_2]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى