نجل عبد الناصر يكشف الحقيقة الكاملة وراء التسجيل “السري” لوالده مع القذافي

متابعات خاصة/الدستور الاخبارية

 

كشف عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، حقيقة التسجيل الصوتي المنسوب لوالده مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والمتعلق بالموقف المصري من الحرب مع إسرائيل.

وأوضح عبد الحكيم أن التسجيل تم اقتطاعه من سياقه الحقيقي، مشيرًا إلى أن والده، الذي حكم مصر من عام 1956 حتى وفاته عام 1970، كان يسعى لاستعادة الأراضي العربية عبر الحلول السلمية، وأن عبارته الشهيرة “روحوا أنتوا حاربوها” كانت ردًا ساخرًا على استفزاز القذافي ودعوته لحرب شاملة، وليست تعبيرًا عن تخاذل أو رفض للمواجهة.

ويعود أصل التسجيل إلى اجتماع سري جمع بين عبد الناصر والقذافي أواخر الستينيات، عقب هزيمة يونيو 1967، حين كانت ليبيا تضغط باتجاه “حرب تحرير كاملة” ضد إسرائيل، في وقت كانت فيه مصر تعاني من انهيار عسكري وخسائر جسيمة في سيناء.

وأكد نجل عبد الناصر أن العبارة المثيرة للجدل تم تداولها منفصلة عن سياقها لسنوات، ما أعطى انطباعًا خاطئًا عن موقف والده، بينما تُظهر الوثائق الأصلية في أرشيف مكتبة الإسكندرية ومذكرات محمد حسنين هيكل أن عبد الناصر قالها غضبًا من المزايدات العربية التي لم تراعِ واقع مصر بعد الهزيمة.

وأضاف عبد الحكيم أن هذا الموقف يعكس واقعية والده وحكمته كزعيم عربي رفض الانجرار وراء الشعارات الفارغة، مؤكدًا أنه كان يتحمل مسؤولياته كاملة.

كما أشار إلى أن خطاب التنحي في 9 يونيو 1967 صاغه الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، إلا أن جمال عبد الناصر عدّله بنفسه ليعلن تحمله المسؤولية الكاملة عن الهزيمة، بل شطب عبارة “نصيبي من المسؤولية” ليجعلها مسؤولية كاملة على عاتقه، دون أن يذكر المشير عبد الحكيم عامر بعد وفاته رغم علاقتهما القديمة.

واستعاد عبد الحكيم أجواء يوم التنحي، مؤكدًا أن المنزل كان يسوده الحزن العميق، وأن والده لم يصدق الهزيمة واعتبرها “نكسة لا استسلام”، مشيرًا إلى أن استقالته كانت حقيقية، لكنه عاد إلى الحكم بإرادة شعبية خالصة لإزالة آثار العدوان.

وأوضح أن الرئيس عبد الناصر رفض عروضًا أمريكية لاستعادة سيناء مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية، وكان الوحيد بين القادة العرب الذي تحمل مسؤولية الهزيمة علنًا.

واختتم نجل الزعيم الراحل حديثه بالتأكيد على أن رؤية والده الواقعية للسلام ظهرت لاحقًا في قبول مصر لمبادرة روجرز عام 1969، التي مثّلت أول اعتراف أمريكي بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى