ولادة جزيرة بـ ـركانـ ـية جديدة تكشف أسرار الطبيعة دون تدخل الإنسان
متابعات/الدستور الاخبارية

ظهرت جزيرة جديدة من قلب المحيط قبالة سواحل جنوب آيسلندا، لتفتح نافذة علمية نادرة على طريقة عمل الطبيعة بعيداً عن تأثير البشر.
الجزيرة البـ ـركـ ـانـ ـية “سورتسي” ولدت في نوفمبر (تشرين الثاني) 1963 إثر ثـ ـوران بـ ـركـ ـانـ ـي تحت سطح البحر، ليبدأ جبل من الحـ ـمم والـ ـرمـ ـاد في الارتفاع تدريجياً فوق الماء، محوّلاً الفـ ـوضـ ـى الأولى إلى تضاريس ثابتة، حتى وصلت الجزيرة بعد شهرين فقط إلى طول يزيد على كيلومتر وارتفاع 174 متراً.
وراقب الصـ ـيادون والمقيمون القريبون الظـ ـاهـ ـرة بدهشة، بينما بدأ الباحثون برصد الحـ ـيـ ـاة الأولى التي استقرت على الجزيرة، إذ ظهرت النباتات الأولى سريعاً، وكان وصول الطيور جزءاً أساسياً في نشر البذور على الصخور البـ ـركـ ـانيـ ـة الـ ـعـ ـاريـ ـة، ما ساعد على تأسيس غطاء نباتي مستقر في وقت لاحق.
وبحلول الثمانينيات، بدأت طيور النورس السوداء بالتعشيش، مما أدى إلى تسريع نمو الغطاء النباتي عبر الفـ ـضـ ـلات التي حملت بذوراً جديدة.
ومع مرور الوقت، أصبحت الجزيرة ملاذاً للفقمات الرمادية التي استقرت على الصخور للراحة والتكاثر، واضعة أساساً جديداً لتنوع بيولوجي محمي، بينما تـ ـحـ ـذر الدراسات من أن عـ ـملـ ـيـ ـات التعرية البحرية قد تقلص مساحة الجزيرة في نهاية القرن، تاركة صخوراً حـ ـادة على المحيط.
وتُظهر سورتسي أن التعافي الطبيعي للأراضي لا يسير وفق مسار ثابت، بل تتداخل فيه عوامل مفاجئة ومتنوعة، ويُعطي المثال أملاً للبيئات المـ ـتضـ ـررة من الـ ـحـ ـروب أو التـ ـلـ ـوث أو الاسـ ـتغـ ـلال المفرط، مؤكداً أن الطبيعة قادرة على إعادة نفسها إذا توفرت المساحة والحـ ـريـ ـة الكافية للنمو.