أديب العيسي: صانع الدروب في زمن المتاهات

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋بقلم/ الإعلامي محمد جلال-رئيس تحرير صحيفة الدستور الإخبارية

 

في كل قصة نضال، هناك من يضيء الطريق ويحول اليأس إلى إرادة، هذا هو أديب العيسي، ليس مجرد اسمٍ في سجل المناضلين، بل هو بوصلةٌ تشير دائمًا نحو الوطن، وصانع الدروب التي تلملم الشتات وتوحد القلوب في زمنٍ كثرت فيه المتاهات وتفرقت فيه السبل.

امتد نضاله ليلامس القلوب والعقول عبر كلماته التي يستخدمها كسيفٍ من نور، يقطع به ظلمات الجهل والظلم، مقالاته وكتاباته جسرٌ يربط بين هموم الناس وآمالهم، يلامس جراحهم ويجدد فيهم الإيمان بأن الحياة تستحق النضال من أجلها، وفي كل حرفٍ يكتبه، تكون هناك رسالة واضحة: “لا تيأسوا، فإن الحق لا يموت ما دام له صوت”.

يُنظر إلى العيسي اليوم ليس فقط كشخصيةٍ نضالية أو سياسية، بل كقدوةٍ حية، لقد علم الأجيال أن القوة الحقيقية تكمن في الإيمان بالقضية، وأن الصمود في وجه التحديات هو الطريق الوحيد نحو النصر، إنه مثالٌ على أن الإنسان يمكن أن يصنع فرقًا، وأن الشعلة التي يوقدها فردٌ واحد يمكن أن تضيء طريق أمة بأسرها.

لقد كان فارسًا في ساحات القتال، مقاتلاً صلبًا حمل السلاح دفاعًا عن أرضه وشعبه، لم يتردد يومًا في بذل دمه من أجل تحرير وطنه، هذا النضال المسلح كان ضرورة تاريخية، وعنوانًا لشجاعته التي لا تلين، لكنه أدرك بحكمته الثاقبة أن الانتصار لا يكتمل إلا بالكلمة.

لهذا، انتقل إلى معركة أعمق، معركة العقول والقلوب، إنه الرجل الذي لا يكتفي بالمراقبة، بل يقتحم الميدان بفكره، داعيًا إلى توحيد الصفوف ونبذ الخلافات.

وحتى اليوم، لم يغب نجمه، فهو لا يزال في الصفوف الأمامية، لكن هذه المرة يواصل عمله من أجل بناء شراكة وطنية حقيقية بين القوى الجنوبية، يرفض أن تكون القضايا المصيرية خاضعة للمساومات أو القرارات الفردية، ويؤكد في كل كلمة وكل لقاء على أن الشراكة هي السبيل الوحيد لإعادة بناء ما هدمته الحروب.

ففي قاموس مبادئه، “الصمت عن الأخطاء خيانة”، ولهذا، هو لا يتردد في التعبير عن رأيه في القضايا الحساسة، منتقدًا ما يراه من تقصير أو إخفاقات، وموجهًا الأنظار نحو ضرورة تحمل المسؤولية، هو رمزٌ يذكرنا بأن النضال الحقيقي لا ينتهي بانتصار، بل يستمر ببناء وطنٍ مستقر ومزدهر.

ختامًا، يبقى أديب العيسي قصةً تروى، وحلمًا يتجدد، ورمزًا لصوت الأمل الذي لا يخبو أبدًا، هو المناضل الذي علمنا أن النضال ليس مجرد صراع، بل هو فنٌ من فنون الحياة، وأن الوطن يستحق منا كل التضحيات وكل الحب، هو نبراسٌ يضيء ليُعلمنا أن النضال لا ينتهي بانتصار، بل يستمر بإعادة إعمار الروح، وترسيخ القيم، وبشراكة وطنية جنوبية حقيقية تضمن للجميع حقوقهم وتضحياتهم، وبناء وطنٍ لكل أبنائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى