منذ 180 عامًا .. هل تظل السمكة السحرية معجزة علاجية أم مجرد خرافة في هذه الدولة؟
معلومات/حيدر أباد/الدستور الاخبارية

يشهد قلب مدينة حيدر آباد الهندية كل صيف مشهدًا لافتًا يجذب أنظار العالم، حيث يتزاحم عشرات الآلاف من مرضى الربو على منزل عائلة “باتيني غود” لتلقي ما يُعرف محليًا بـ”السمكة العلاجية”.
ويقوم الطقس الغريب على ابتلاع سمكة حية محشوة بمعجون عشبي سري، وسط اعتقاد راسخ بأن حركتها في الحلق تساعد على إزالة البلغم وفتح مجرى التنفس.
تعود جذور هذه الممارسة إلى عام 1845، حين أعلنت العائلة أنها تلقت الوصفة من راهب هندوسي، أوصاها بتوزيع العلاج مجانًا والحفاظ على سرّ مكوناته.
ومنذ ذلك الحين، تحولت “السمكة العلاجية” إلى تقليد سنوي تنتظره جموع المرضى، وتوارثته العائلة جيلًا بعد جيل.
ورغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها الطقس والدعم الحـ ـكـ ـومـ ـي الذي يوفر سنويًا نحو 150 ألف سمكة صغيرة خصيصًا له، إلا أن الأطباء حـ ـذروا من خـ ـطـ ـورتـ ـه، مؤكدين أنه لا يعدو كونه “خرافة” قد تتـ ـسـ ـبب في نقل أمراض معـ ـدية ومـ ـلوثـ ـات، بدلًا من تحقيق الشفاء.
وفي مفارقة لافتة، ورغم تقديم العلاج مجانًا، تمكنت عائلة “باتيني غود” من تكوين ثروة ونفوذ واسع بفضل الشهرة والدعم السـ ـياسـ ـي، ليبقى هذا الحدث السنوي مزيجًا معقدًا من الدين والتقاليد والمصالح.
وبينما يتمسك المرضى بالأمل والإيمان، يطرح المشهد تساؤلات أوسع حول العلاقة بين العلم والخرافة، ودور المعرفة في حماية الإنسان من ممارسات قد تحمل في ظاهرها العلاج، وفي باطنها الخـ ـطـ ـر.







