توقع صادم من علماء الفلك لكارثة كونية محتملة
علوم الفلك/الدستور الاخبارية

توصّل فريق من العلماء إلى احتمال علمي مثير للاهتمام، مفاده أن كوكب الأرض قد يتعرض في المستقبل البعيد لظاهرة كونية نادرة تؤدي إلى طرده من مداره حول الشمس، وهو ما قد يفضي إلى نهاية مأساوية للحياة على سطحه.
وجاء هذا الاحتمال الصادم ضمن دراسة جديدة أعدها باحثون من معهد علوم الكواكب بالولايات المتحدة وجامعة بوردو الفرنسية، وقد نشرت مؤخراً على منصة الأبحاث العلمية المفتوحة arXiv.
ولم تكتفِ الدراسة بطرح سيناريو تخيّلي، بل اعتمدت على آلاف المحاكاة الحاسوبية المعقدة التي تناولت مصير كواكب النظام الشمسي خلال فترة زمنية تمتد إلى خمسة مليارات عام قادمة، بحسب صحيفة “دايلي ميل”.
واللافت في هذا البحث أنه تجاوز الافتراضات التقليدية التي ترى أن النظام الشمسي يعمل في عزلة نسبية، دون تأثير من النجوم المحيطة، إذ أدخل الباحثون في حساباتهم احتمالية مرور نجوم قريبة، تعرف في الأوساط العلمية بـ”نجوم الحقل”، بالقرب من الشمس وتأثير ذلك على استقرار مدارات الكواكب.
ووفقاً للنتائج التي توصل إليها الباحثان ناثان كايب وشون رينولدز، فإن النظام الشمسي أقل استقراراً مما كان يُعتقد سابقاً، إذ أشارت المحاكاة إلى أن كوكب بلوتو الأكثر عرضة للطرد من النظام الشمسي أو التصادم بنسبة تصل إلى 5%، يليه المريخ بنسبة 0.3%، في حين بلغت نسبة احتمال طرد الأرض من مدارها حوالي 0.2%.
وعلى الرغم من أن هذه النسبة تبدو ضئيلة جداً، فإنها تُعدّ ذات دلالة علمية كبيرة، خاصة عند النظر إلى مدى تأثير مثل هذا الحدث على مستقبل البشرية.
وبحسب الدراسة، فإن الخطر الأكبر يأتي من النجوم التي تمر على مسافات قريبة نسبياً، أي على بُعد مئة ضعف المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس، وإذا ما حدث مثل هذا المرور، فإن الجاذبية الناتجة عن النجم المار قد تؤدي إلى زعزعة استقرار مدارات الكواكب، بل وربما إخراج بعضها من النظام الشمسي بالكامل.
وأكد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها لا تعني أن الكارثة وشيكة، بل إن فرص حدوثها خلال خمسة مليارات سنة لا تتجاوز 5%، لكنهم يشيرون إلى أن هذا الاحتمال، مهما كان ضئيلاً، يفتح الباب أمام تساؤلات أكبر حول مستقبل الأرض في ظل التغيرات الكونية بعيدة المدى.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة تأتي ضمن سلسلة أبحاث تحاول استشراف السيناريوهات التي قد تنهي وجود الأرض، إلى جانب فرضيات أخرى سبق أن طرحت مثل اصطدام كويكب ضخم، أو حرب نووية شاملة، أو حتى انقلاب في المجال المغناطيسي للكوكب، إلا أن إدخال عامل النجوم العابرة في الحسابات يُعد خطوة جديدة في هذا السياق، تعزز من فهم طبيعة النظام الشمسي وتفاعلاته مع الوسط المحيط به.