امرأة تنقذ ملكًا من الاغتيال .. إليك التفاصيل الحكاية

متابعات/الدستور الاخبارية


قضى العاهل البريطاني الملك إدوارد الثامن مدة قصيرة من الزمن على العرش قبل أن يتنازل عنه، لكن فترة حكمه شهدت تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة.

ولم يكن للملك دور يُذكر في نجاته، ولولا سرعة بديهة امرأة وحيدة شاهدت الحدث، لاتخذ تاريخ العائلة المالكة منعطفًا مختلفًا تمامًا، وفقا لما كشفت عنه الحلقة الأحدث من بودكاست “ملكات، ملوك، وأشياء دنيئة” الذي تقدمه صحيفة “ذا ميل” البريطانية وتتعمق خلاله المؤرخة كيت ويليامز وكاتب السير الذاتية الملكية روبرت هاردمان في التاريخ الحافل والمثير للصدمة لمحاولات اغتيال الملوك.

ووفقا للبودكاست فإنه بحلول صيف عام 1936، لم يكن قد مضى على حكم إدوارد الثامن سوى 7 أشهر عندما خرج الملك، محاطًا بحاشيته، يمتطي جواده، ويجوب هايد بارك في لندن في إطار واجباته الملكية المعتادة، حيث استعرض مراسم عسكرية.

وفي ذلك الوقت، اصطفت الحشود في الشوارع لإلقاء نظرة خاطفة على ملكهم الجديد نسبيًا ومن بين الحشد، كان هناك جورج ماكماهون وهو محتال ومهرب أسلحة كانت له صلات بإيطاليا الفاشية.

ووقف ماكماهون وهو يحمل صحيفة مطوية، أخفى بين صفحاتها مسدسًا كان من المفترض استخدامه ضد الملك ومع ذلك، أُحبط مصدر غير متوقع الهجوم المفاجئ.

وقالت المؤرخة الملكية كيت ويليامز “مر الملك، وإذا بامرأة مدهشة تُدعى أليس لورانس، تقف بجانب ماكماهون وتعتقد أن هذا الرجل بصحيفته الملفوفة يتصرف بغرابة بعض الشيء”.

وأضافت: “بدأ ماكماهون يشعر بالانزعاج عندما اقترب الملك منهم وأدركت أليس أنه سيفعل شيئًا، فأمسكت بذراعه وصرخت ثم استدار شرطي وضرب ماكماهون في ذراعه، مما أدى إلى تطاير سلاحه ثم لكمه أحد المارة في وجهه، وتمكنت الشرطة من نقله بعيدًا”.

وبالفعل، نجا إدوارد الثامن من أول محاولة اغتيال له كملك، وتلقى بعدها إشادات واسعة من الصحافة، كما تواصل معه قادة دول من جميع أنحاء العالم، وكان بعضهم أكثر ترحيبًا من غيرهم.

ووفقا للمؤرخة ويليامز فإن إدوارد الثامن “تلقى برقية من الديكتاتور الألماني أدولف هتلر”. وجاء في البرقية “لقد قرأتُ للتو عن المحاولة الشنيعة لاغتيال جلالتكم، وأُقدم لكم أحر التهاني على نجاتكم من هذا الخطر”.

وبالمثل، طلب الزعيم الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني من مسؤوليه في لندن تقديم تهنئته القلبية لنجاة الملك من الخطر.
وفي وقت لاحق، تمت محاكمة مكماهون بتهمة حيازة سلاح ناري وذخيرة بشكل غير قانوني بقصد تعريض حياة الآخرين للخطر.

وحتى الآن، لا تزال دوافع محاولة الاغتيال غامضة وقالت شرطة سكوتلاند يارد إن الحادث يقف وراءه صحفي أيرلندي ساخط أراد إيذاء الملك لتشويه سمعة وزير الداخلية آنذاك، السير جون سيمون.

ومع ذلك، أفادت بعض التقارير أن مكماهون تلقى أموالًا من إيطاليا الفاشية مقابل معلومات عن الأسلحة البريطانية حتى أن مكماهون نفسه ادعى في المحكمة أن قوة أجنبية لم يُذكر اسمها هي التي دفعته لاغتيال الملك لكن القاضي دحض هذا الادعاء باعتباره محاولة لتشويه صورة مسؤوليته عن الجريمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى