خطة ترامب للسيطرة على غزة .. مشروع سياسي أم تطهير عرقي؟

الدستور الاخبارية/متابعات خاصة

 

في مؤتمر صحافي فوضوي عُقد في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن خطة غير مسبوقة تتعلق بقطاع غزة.

أعلن ترامب عن نية الولايات المتحدة “السيطرة” على غزة، مقترحاً إنشاء مناطق مختلفة لإعادة توطين الفلسطينيين، بتمويل من الدول المجاورة الغنية.

يهدف ترامب من خلال هذا الاقتراح إلى تحويل غزة إلى منطقة مزدهرة، مستوحاة من مشاريعه العقارية، مما يثير مخاوف من التطهير العرقي والتوسع العدواني.

وأشاد نتانياهو برؤية ترامب، بينما أعرب منتقدون مثل السيناتور كريس مورفي عن دهشتهم من هذا الاقتراح، بحسب شبكة سي إن إن. وتعتبر هذه الخطوة تصعيداً كبيراً في سياسة ترامب الخارجية خلال ولايته الثانية.

ردود فعل رافضة

قوبل هذا الإعلان بإدانة شديدة من قبل الفلسطينيين والقادة الدوليين. فقد رفضت حركة حماس، التي تحكم غزة، والسلطة الوطنية الفلسطينية هذه الخطة بشدة، واصفة إياها بالعدوانية وانتهاكاً للقانون الدولي.

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، معرباً عن امتنانه لدعم دول مثل الأردن والمملكة العربية السعودية.

ويرى المحللون والمواطنون الفلسطينيون أن نقل سكان غزة ليس حلاً قابلاً للتطبيق، ويحذرون من العواقب المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وتعتبر خطة ترامب محاولة لضم غزة وتعزيز المصالح الاقتصادية والسياسية، متجاهلة تاريخ وحقوق الشعب الفلسطيني.

تنسيق مسبق بين ترامب وإسرائيل

في مقابلة مع شبكة CNN، أشار المحلل الإسرائيلي أميت سيغال إلى أن خطوة ترامب ليست زلة لسان، بل جزء من تحرك أوسع تم التنسيق له مع إسرائيل.

وأكد مصدر مطلع على الأمر هذه المعلومات لـCNN من دون تقديم مزيد من التفاصيل. حاولت CNN التواصل مع وزارة الخارجية الأمريكية للتعليق، لكنها لم تتلقّ رداً حتى الآن.

خطة “التطهير” السابقة.. هل تعود للواجهة؟

في يناير (كانون الثاني) 2025، اقترح ترامب خطة لـ”تطهير” غزة، مشيراً إلى رغبته في أن تقوم مصر والأردن بإخراج الفلسطينيين من القطاع كجزء من محاولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وأدانت حركة الجهاد هذه التصريحات بشدة، ودعت جميع الدول، خاصة مصر والأردن، إلى رفض ما وصفته بـ”خطة ترامب”.

وأكدت الحركة أن الشعب الفلسطيني بصموده ومقاومته سيفشل هذا المخطط كما أفشل مخططات سابقة كثيرة.

دعم مطلق لإسرائيل

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، تناولت CNN سياسات ترامب المحتملة في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن إنهاء الحروب في غزة ولبنان ودمج إسرائيل في المنطقة قد يكونان على رأس أجندته.

وأعرب محللون عن مخاوفهم من أن يسمح ترامب لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، مما قد يعني نهاية حل الدولتين.

وخلال ولايته الأولى، اتخذ ترامب عدة خطوات لصالح إسرائيل، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والاعتراف بسيادتها على مرتفعات الجولان.

تصعيد خطير

تُعتبر خطة ترامب المقترحة لغزة خروجاً جذرياً عن السياسة الأمريكية التقليدية في الشرق الأوسط.

ويرى النقاد أن هذه الخطة تتجاهل الحقوق التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني، وتعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

ويشير البعض إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر، وتفاقم التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين.

ومع استمرار التوترات والاضطرابات في الشرق الأوسط، يبقى من غير الواضح كيف ستتطور هذه الخطة، وما إذا كانت ستُنفذ أم ستواجه بمعارضة شديدة من المجتمع الدولي والشعب الفلسطيني.

في ظل عدم اليقين السياسي، تظل غزة محوراً للصراع الدولي، بينما ينتظر العالم كيف سيتعامل ترامب مع التحديات القادمة.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى