فيـ ـضـ ـانـ ـات مفاجئة تثير أزمـ ـة دبـ ـلومـ ـاسـ ـية بين مصر وإثيوبيا
أخبار وتقارير/متابعات خاصة/الدستور الاخبارية

أعربت وزارة الموارد المائية والري المصرية، امس الجمعة، عن إدانـ ـتهـ ـا الشـ ـديـ ـدة لما وصفته بـ”التـ ـصـ ـرفـ ـات الأحـ ـاديـ ـة المـ ـتهـ ـورة” من جانب إثيوبيا في إدارة سـ ـد النهـ ـضـ ـة، مؤكدة أن هذه المـ ـمارسـ ـات تمثل انـ ـتهـ ـاكًـ ـا صـ ـارخًـ ـا للـ ـقـ ـانـ ـون الـ ـدولـ ـي، وتـ ـهـ ـديـ ـدًا مباشراً لحـ ـياة وأمن شعوب دولـ ـتي المصب، مصر والسودان.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن “المـ ـمارسـ ـات الإثيـ ـوبيـ ـة الأخيرة تفتقر إلى أبسط قواعد المسؤولية والشفافية، وتتناقض مع مزاعم أديس أبابا المتكررة بعدم الإضـ ـرار بالغير، مما يعكس اسـ ـتغـ ـلالًا سـ ـياسـ ـيًا غير مقبول للمياه على حساب الأرواح والاستقرار الإقليمي”.
وأضاف البيان أن فيضان نهر النيل هذا العام، والذي جاء في توقيت غير معتاد، أدى إلى غـ ـرق مساحات واسعة من أراضي طرح النهر، لا سيما في محافظة المنوفية، رغم التـ ـحـ ـذيـ ـرات المسبقة التي أطـ ـلقـ ـتها الحـ ـكـ ـومة المصرية بشأن ارتفاع المناسيب.
وأشار البيان إلى أن الجانب الإثيوبي خالف المعايير الفنية والعلمية المتعارف عليها دولـ ـيًـ ـا، حيث قام بتـ ـخزيـ ـن كميات مياه أكبر من المتوقع في نهاية أغسطس الماضي، مع تقليص كبير في معدلات التصريف اليومية، وهو ما أدى إلى اضـ ـطراب في نـ ـظـ ـام تدفق المياه نحو دول المصب.
ووفقًا للبيان، فقد تعـ ـمدت إثيوبيا تـ ـخـ ـزين المياه للوصول إلى منسوب 640 مترًا فوق سطح البحر، ثم فتحت بوابات المفيض الأوسط ومفيض الطـ ـوارئ بشكل مفاجئ في 9 سبتمبر 2025، تزامنًا مع احتفال إعلامي بافتتاح السد، دون اعتبار للـ ـسـ ـلامـ ـة المائية أو التنسيق مع دولـ ـتـ ـي المصب.
وبعد هذا الإجـ ـراء، أقدمت إثـ ـيوبـ ـيا على تصريف مـ ـفاجـ ـئ لكميات ضخمة من المياه، بلغت ذروتها 780 مليون متر مكعب يوم 27 سبتمبر، قبل أن تنخفض إلى 380 مليون متر مكعب في 30 من الشهر ذاته، مما أدى إلى ما وصفه البيان بـ”فـ ـيضـ ـان صـ ـناعـ ـي مـ ـفتـ ـعل” ألحق أضـ ـرارًا كبيرة بـ ـالسـ ـودان، وتـ ـسـ ـبب في غمر أراضٍ زراعية وقرى كاملة، بحسب تقارير أمـ ـميـ ـة.
وأكدت وزارة الري المصرية أن هذه الإجـ ـراءات الإثـ ـيوبـ ـية تؤكد الطابع العـ ـشـ ـوائـ ـي وغير المـ ـنضـ ـبط لإدارة السد، محـ ـذّرة من أن استمرار هذه الـ ـسـ ـياسـ ـات قد يؤدي إلى كـ ـوارث مائية في المنطقة، لا سيما في ظل غـ ـياب اتفاق قـ ـانـ ـونـ ـي ملـ ـزم يـ ـنظـ ـم عـ ـملـ ـية الملء والتشغيل.
واختتم البيان بالتأكيد على أن الـ ـدولـ ـة المصرية كانت قد اتـ ـخـ ـذت إجـ ـراءات استباقية لحـ ـمايـ ـة أرواح المواطنين، شملت مخاطبة المحافظين للتنبيه باتـ ـخـ ـاذ الاحتياطات الـ ـلازمـ ـة، خاصة في المناطق المقامة على أراضي طرح النهر، رغم مـ ـخـ ـالفـ ـة هذه التـ ـعـ ـديات للـ ـقـ ـانـ ـون، وذلك انطلاقًا من مسؤوليتها الـ ـوطـ ـنية والإنسانية.