بين التصريحات والواقع .. كيف يتلاعب تـ ـرامـ ـب بملف الـ ـحـ ـروب الخمس؟

أخبار عالمية/وكالات/الدستور الاخبارية

قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن الرئيس الأمـ ـريـ ـكي، دونـ ـالـ ـد تـ ـرامـ ـب وإدارته يزعمان أنهما ساعدا في تسوية صـ ـراعـ ـات من الشرق الأوسط إلى آسيا، إلا أن الواقع يبدو أكثر تعـ ـقيدًا.

وأثناء حديثه عن مصداقيته كـ”صانع السلام الرئيسي” خلال مـ ـحـ ـادثـ ـاته حول أوكرانيا في البيت الأبيض الثلاثاء، قدّم تـ ـرامـ ـب ادعاءين رئيسيين: أنه يريد اتفاقيات سلام بدلًا من وقف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار، وأنه أنهى 5 حـ ـروب منذ توليه الرئاسة.

لكن في عجلته للتوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، يتلاعب تـ ـرامـ ـب بالحقيقة، على حد تعبير الصحيفة.

ويزعم تـ ـرامـ ـب وإدارته أنهما ساعدا في تسوية الـ ـصـ ـراعـ ـات بين إسـ ـرائـ ـيل وإيـ ـران، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وكمبوديا وتايلاند، والهند وباكستان، وصربيا وكوسوفو.

ومع ذلك، فإن الادعاء بتسوية تلك الـ ـنـ ـزاعـ ـات مبالغ فيه، وفي بعض الحالات يتناقض مع استمرار العـ ـنـ ـف في دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث فوّت المـ ـتمـ ـردون المدعومون من رواندا الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق سلام الثلاثاء.

وفي إيـ ـران، نفذت الولايات المتحدة ضـ ـربـ ـاتـ ـها الخاصة باستخدام قـ ـنـ ـابـ ـل خـ ـارقـ ـة للتـ ـحـ ـصيـ ـنات ضـ ـد مـ ـنشـ ـآت عـ ـسـ ـكـ ـرية ونـ ـوويـ ـة قبل أن تجبر إيران على قبول وقف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار.

ونفت الهند أن يكون لـ ـتـ ـرامـ ـب أي دور في التوصل إلى اتفاق لوقـ ـف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار مع باكستان لإنهاء أيام من الـ ـضـ ـربـ ـات على إقليم كشمير المـ ـتـ ـنازع عليه في مايو.

ونفت صربيا وجود أي خطط لديها لـ ـشـ ـن حـ ـرب مع كوسوفو، على الرغم من أن تـ ـرامـ ـب نال الفضل في منعها.

وفيما يتعلق بموضوع وقف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار، وباعتراف تـ ـرامـ ـب نفسه، فإنه غالبًا ما سعى إليه في هذه الـ ـنـ ـزاعـ ـات. الآن، يسعى تـ ـرامـ ـب إلى إعادة كتابة التاريخ، مُكثّفًا الضغوط على أوكرانيا.

وجاء إعلان تـ ـرامـ ـب عدم سعيه لوقـ ـف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار في أوكرانيا بعد لقائه فلاديمير بوتين في ألاسكا الأسبوع الماضي، حيث طالب الرئيس الروسي في البداية أوكرانيا بالتنازل عن سيطرتها على أراضٍ في جنوب شرق البلاد قبل التفاوض على وقف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار.

ويُعدّ هذا السؤال حـ ـاسـ ـمًا في تحديد مسار السلام النهائي في أوكرانيا: إذ يريد بوتين تحديد الأراضي التي ستحتفظ بها روسيا بينما لا يزال الـ ـقـ ـتال مُستعرًا، بينما طالبت كييف بإسكات المـ ـدافـ ـع في وقف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار قبل اتخاذ أي قرارات بشأن المطالبات الإقليمية.

ومع اجتماعات يوم الاثنين مع القادة الأوروبيين، كان تـ ـرامـ ـب قد أعلن أنه لم يعد يسعى لوقف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار.

وقال تـ ـرامـ ـب لزيلينسكي: “إذا نظرتم إلى الاتفاقيات التي أبرمتها هذا العام، فستجدون أنها كانت جميعها في حالة حـ ـرب. لم أبرم أي اتفاقات لوقـ ـف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار، لا أعتقد أنكم بحاجة إلى وقف إطـ ـلاق نـ ـار”.

لكن سجله يُشير إلى خلاف ذلك. في 10 مايو ، وبعد انـ ـدلاع أعمال الـ ـعنـ ـف بين الهند وباكستان، أعلن تـ ـرامـ ـب: “بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطـ ـلاق نـ ـار كامل وفوري. تهانينا لكلا البلدين على استخدام المنطق السليم والذكاء العالي”.

في 26 يوليو ، صرّح تـ ـرامـ ـب بأنه سيتصل بزعيمي تايلاند وكمبوديا للدعوة إلى وقف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار بعد ثلاثة أيام من الـ ـقـ ـتال الحدودي. وكتب: “انتهت المكالمة مع كمبوديا، لكن توقعوا معاودة الاتصال بشأن وقف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار بناءً على ما ستقوله تايلاند”. “أحاول تبسيط موقف معقد”.

وبشأن إسـ ـرائـ ـيل وإيران، كتب تـ ـرامـ ـب أيضًا: “تم الاتفاق بشكل كامل بين إسـ ـرائـ ـيل وإيران على أنه سيكون هناك وقف إطـ ـلاق نـ ـار كامل وشامل”.

نشرت قناة MSNBC الإخبارية الأمـ ـريـ ـكـ ـية تسجيلًا مصورًا لـ ـتـ ـرامـ ـب يدعو فيه إلى وقف إطـ ـلاق الـ ـنـ ـار في أوكرانيا في الأسابيع والأيام التي سبقت اجتماعاته مع بوتين ثم زيلينسكي.

ولكن تـ ـرامـ ـب ــ الذي يبحث عن فوز سريع ــ أعاد كتابة سجله مع اقترابه من خارطة الطريق التي أقرها بوتين لإنهاء صـ ـراع أثبت أنه أصعب كثيرا في الحل مما كان يعتقد ذات يوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى