محادثات عسكرية سرية تُكشف لأول مرة حول هجوم بري ضد الحوثيين
أخبار وتقارير/وكالات/الدستور الاخبارية

كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن قوات يمنية مناهضة لجماعة الحوثي تجري محادثات مع الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين حول تنفيذ هجوم بري محتمل لطرد الجماعة من مناطق ساحلية على البحر الأحمر.
ووفقًا للوكالة تأتي هذه المحادثات بعد نحو شهر من بدء الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، والتي أمر بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ورغم استمرار الغارات، لم تحقق العملية هدفها الرئيسي المتمثل في وقف الهجمات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر، وهو ممر تجاري حيوي، بالإضافة إلى الهجمات على إسرائيل.
ونقلت بلومبيرغ عن مصادر مطلعة على المحادثات، أن الهجوم البري المحتمل قد يشمل استعادة العاصمة صنعاء، التي تسيطر عليها الجماعة منذ أكثر من عقد. وأكدت المصادر أن القوات الأميركية لن تشارك في هذا الهجوم، لكنه سيكون تصعيدًا واسع النطاق في الحملة العسكرية.
ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد القلق الدولي من تقارير تشير إلى تعاون بين الحوثيين وتنظيم “حركة الشباب” المرتبط بالقاعدة والمتمركز في الصومال، وأفادت القيادة الأميركية في أفريقيا بأن الجماعتين تتعاونان في التدريب وتهريب الأسلحة عبر خليج عدن.
من جهته قال حامد غالب، أحد كبار مساعدي طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، إن “هذا بات الآن سببًا إضافيًا يدفع المجتمع الدولي لمواجهة الحوثيين وتحرير اليمن من قبضتهم”.
وفي السياق نفسه علّق الرئيس ترامب على تلك التقارير، قائلاً إن الولايات المتحدة “ستدعم الشعب الصومالي، الذي لا ينبغي أن يسمح للحوثيين بالتغلغل – وهو ما يحاولون فعله – لإنهاء الإرهاب”.
وكان قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، قد أجرى محادثات هذا الشهر في العاصمة السعودية الرياض مع رئيسي أركان الجيشين السعودي واليمني، لمناقشة “الجهود الجارية ضد الحوثيين المدعومين من إيران”، بحسب بيان للبنتاغون دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأكد مشاركون في هذه الاجتماعات من الجانبين السعودي واليمني أن المحادثات ركّزت على كيفية تنسيق عملية برية يمنية مع الغارات الجوية الأميركية لإضعاف الحوثيين بشكل أكبر.
ورفض المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية تقديم معلومات إضافية، كما لم يرد مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض على طلب بلومبيرغ للتعليق.
سيناريوهات ميدانية: السيطرة على الحديدة والضغط على صنعاء
وتشير الوكالة إلى أن من بين السيناريوهات المطروحة، شن هجوم بري متعدد الجبهات بالتنسيق مع القوات الأميركية، يستهدف إخراج الحوثيين من ميناء الحديدة – الذي يُستخدم كنقطة انطلاق رئيسية لهجماتهم – بالتزامن مع تصعيد الضغوط العسكرية على صنعاء.
وقال غالب إن “العملية البرية ضرورية للبناء على النجاحات الكبيرة التي حققتها الغارات الجوية”، مشيرًا إلى أن المحادثات مستمرة، لكن لم يُتخذ قرار نهائي بعد.
ويتمركز طارق صالح في مدينة المخا، جنوب الحديدة بنحو 180 كيلومترًا، حيث يقود أكثر من 50 ألف مقاتل بدعم إماراتي، وأوضح غالب أن هذه القوات تعمل بشكل وثيق مع الجيش الأميركي لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين