ترامب والتنين الصيني .. كيف قلبت السياسات الأمريكية موازين التاريخ؟

الدستور الاخبارية/متابعات خاصة

 

في إطار السخرية السياسية، تعبر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية عن روح الدعابة والجدية بشكل متوازن من خلال إطلاق لقب “تشوان جيانغو” (أي “الرفيق ترامب باني الأمة”) على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يشير هذا اللقب إلى أن سياسات ترامب المتشددة تجاه الصين أسفرت عن نتائج غير متوقعة، مما حفز بكين على تعزيز قدراتها وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والدفاع.

منذ توليه الرئاسة، أصبح ترامب جزءاً من الفلكلور السياسي الصيني، حيث يُعتبر “بطلًا غير مقصود”، وفقًا لجيمس ماك غريغور، الباحث الاقتصادي ورئيس منطقة الصين في شركة أبكو الاستشارية. ويشير غريغور إلى أن الصين أدركت تحت تأثير ترامب حاجتها لتكثيف جهودها في تطوير مهاراتها العلمية والإبداعية، مما أدى إلى طفرة في قدراتها التصنيعية خلال السنوات الثماني الماضية.

ورغم أن ترامب لم يكن سوى عامل عرضي، فإن الصين بدأت نهضتها الاقتصادية قبل عقود، منذ أواخر السبعينيات، عندما بدأت في تعزيز قدراتها التصنيعية والتجارية لتأمين استقرارها السياسي بعد الأزمات التي أعقبت سياسة “القفزة الكبرى إلى الأمام” التي أطلقها ماو تسي تونغ. هذه السياسة، التي استمرت بين 1958 و1960، هدفت إلى تحويل الاقتصاد من زراعي إلى صناعي، ولكنها كلفت البلاد ثمنًا غاليًا.

بعد وفاة ماو، تولى دينغ شياو بينغ رئاسة الحزب الشيوعي عام 1976، وقاد مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، مما فتح المجال أمام انفتاح اقتصادي لم يُلغي السيطرة الكاملة للحزب. وركزت تلك الإصلاحات على أهمية تعزيز التكنولوجيا المحلية، حيث قال شي جين بينغ إن الاعتماد على التكنولوجيا المستوردة يشبه بناء منزل على جدران الآخرين.

تشهد الصين الآن طفرة ملحوظة في التطور الصناعي والتكنولوجي، كما يتضح من الإطلاق الأخير لتطبيق “ديب سيك” الذي أحدث ضجة في مجال الذكاء الاصطناعي. يشكل هذا التطبيق تحديًا حقيقيًا للهيمنة الأمريكية، ويظهر قدرة الصين على تجاوز القيود المفروضة من قبل الشركات الأمريكية الكبرى.

تشير تشارو تشانانا، الخبيرة الاستراتيجية في “ساكسو ماركت”، إلى أن الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي لم تعد مضمونة، وأن الإنجازات الصينية تشير إلى تمكن بكين من تجاوز العقبات التي وضعتها واشنطن. ورغم الضغوط، وصلت الصين إلى ذروة هذه الصناعة الحيوية، مع طموحها لتصبح الرائدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

تستمر الصين في تحقيق خطوات كبيرة للأمام، محققة إنجازات تبشر بمستقبل جديد في عالم الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى