كيف تخطط هاريس للعودة إلى الساحة السياسية؟ ..خطوة غامضة قد تغير قواعد اللعبة

لم تعلن كامالا هاريس حتى الآن عن خطط واضحة بشأن مستقبلها السياسي، لكنها اتخذت خطوة تُظهر نيتها للبقاء على الساحة. فقد أنشأت الشهر الماضي منظمة جديدة تُدعى Pioneer 49 في مسقط رأسها بولاية كاليفورنيا، وفقاً للإفصاح المالي الأخير لحملتها الرئاسية الذي تم تقديمه مؤخراً.

وتهدف المنظمة، وفق مصادر مقربة من هاريس نقل عنها موقع Politico، إلى دعم خطواتها المستقبلية المحتملة، سواء كان ذلك عبر الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا في 2026 أو المنافسة في الانتخابات الرئاسية لعام 2028.

اسم المنظمة، Pioneer 49، مستوحى من رمزها السري المستخدم من قبل الخدمة السرية أثناء فترة عملها كنائبة للرئيس. وتشير الخطوة إلى محاكاة لتجربة الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي أسس كيان Renegade 44 مستلهماً من رمزه السري، عقب مغادرته البيت الأبيض.

ورغم عدم وضوح خطط هاريس، فإنها طلبت من مستشاريها إبقاء جميع الخيارات مفتوحة، وفق تقرير سابق لـPolitico. وتشمل خياراتها الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا بعد انتهاء ولاية غافين نيوسوم في 2026، أو الترشح للرئاسة في 2028، أو التركيز على دور قيادي داخل الحزب الديمقراطي دون خوض أي انتخابات.

منصب حاكم كاليفورنيا قد يكون فرصة استراتيجية لهاريس، إذ إن كاليفورنيا تُعد خامس أكبر اقتصاد في العالم، ومنصب الحاكم يمنح صاحبه منصة قوية لإبراز قيادته على المستوى الوطني. علاوة على ذلك، تمتلك هاريس علاقات متينة مع المسؤولين في الولاية بفضل عملها السابق كمدعية عامة، وهو دور شغلت فيه موقعاً بارزاً في المشهد السياسي قبل أن تنتقل إلى مجلس الشيوخ.

وفي حال قررت خوض السباق لمنصب الحاكم، فإن ذلك سيمنحها فرصة لاستعادة ثقلها السياسي وإثبات قدرتها على إدارة شؤون ولاية ضخمة، وهو مسار سلكه 16 رئيساً سابقاً قبل أن يصلوا إلى البيت الأبيض.

خسارة هاريس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام دونالد ترامب ألقت بظلال ثقيلة على مكانتها داخل الحزب الديمقراطي. فقد خسرت دعم الولايات المتأرجحة وفشلت في تحقيق تقدم بين العديد من شرائح الناخبين، مما جعلها خياراً بعيداً عن التلقائية في أي سباق رئاسي مقبل.

ورغم التحديات، يبدو أن هاريس تسعى لإعادة ترتيب أوراقها السياسية، حيث تمثل منظمة Pioneer 49 بداية جديدة قد تكون خطوة نحو عودتها إلى الواجهة السياسية الأمريكية.