*تشجيع ودعم أهل العلم والدعاة إلى الله ، واجب ديني ومسؤولية أخلاقية تجاه الأجيال القادمة لضمان استمرارية رسالة الإسلام النقية*

* أبو حذيفة وسيم الصبيحي*

إن من أبرز التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم هو ضعف الدعم للعلماء والدعاة الذين يصدحون بالحق ويدافعون عن الدين الإسلامي الصحيح. في الوقت الذي نجد فيه أهل الباطل يدعمون أفكارهم، ويروّجون لمعتقداتهم الباطلة، ويوفرون كل السبل لنشر ضلالهم، نجد أن أهل الحق يعانون من قلة الدعم والتأييد، الأمر الذي يضعف من تأثيرهم في مواجهة هذه التحديات الفكرية والثقافية.

إن أعداء الإسلام وأصحاب الأفكار المنحرفة يدركون جيداً قيمة دعم قادة فكرهم وأصحاب الأهواء الذين يقفون في صفهم، فيعملون على تهيئة البيئة المناسبة لهم، وتوفير المنابر الإعلامية، والدعم المالي، وكل ما يسهل لهم نشر أفكارهم بين الناس، مستخدمين بذلك جميع الوسائل المتاحة للتأثير على العقول وتضليل الأمة.

في المقابل، نجد أن الأمة الإسلامية قد تهاونت في حق علمائها ودعاتها، فلم تُعطِهم الدعم الكافي، سواء كان ذلك بالدفاع عنهم، أو نشر علمهم، أو توفير المراكز التي تمكنهم من إيصال صوت الحق إلى الناس. وكذلك قد تجد بعض المشائخ في مراكزهم لا يستطيعون توفير غذاء لطلابهم، ولعلّ هذا الضعف في الدعم هو أحد أسباب تفشي الجهل والانحراف بين أبناء الأمة، وابتعاد البعض عن فهم تعاليم الإسلام الصحيحة، ما فتح المجال لأهل الباطل لبث سمومهم دون وجود من يردعهم أو يكشف زيفهم.

إن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة إلى إعادة النظر في هذا الأمر، فكما قال أحد السلف: “إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم”. دعم العلماء الربانيين، وتشجيع الدعاة المخلصين، وتوفير بيئة مواتية لنشر العلم الصحيح، كل ذلك من شأنه أن ينهض بالأمة من كبوتها، ويعيد لها قوتها وتأثيرها، ويمكنها من مواجهة تيارات الباطل بشتى صورها.

فالعمل على تشجيع ودعم أهل العلم الحق، ليس مجرد واجب ديني، بل هو أيضاً مسؤولية أخلاقية تجاه الأجيال القادمة، لضمان استمرارية رسالة الإسلام نقية، بعيدة عن كل ما يلوثها أو يحرفها عن مسارها الصحيح.
والأمة التي تعترف بفضل علمائها، وتساندهم في مسيرتهم، هي أمة تسير على طريق الفلاح والنجاح. فدعم مشائخ العلم من أهل السنة هو دعمٌ للعلم الشرعي الصحيح، وللاعتدال والوسطية، وللمحافظة على هوية الأمة الإسلامية ودينها وثوابتها في مواجهة التحديات الفكرية والأخلاقية المعاصرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى