الاحتفال بالسنة من رؤى اجتماعية

[ad_1]
بقلم : محمد حسيكي
تستمد السنة مدارها من دورة الأرض دورة شمسية، من مدارها الشمسي، بين مدار السرطان ومدار الجدي، أو دورة قمرية، من مدارها الفضائي، بين الغرب والشرق، الجارية باليوم الفضائي من اليوم الشمسي، الذي يفصل مدار القطب، عن مدار الاستواء.
وبالمغرب تجري الاحتفالات بالسنة، من أبعاد ثلاثية المدارات، بدءا بالعام الهجري من الدورة القمرية، ثم السنة الشمسية من دورتها الفضائية، وحديثا السنة الأمازيغية من الحسابات الفلكية .
وتكتسي هذه الاحتفالات السنوية صبغة اجتماعية، تعكس الفرحة العامة بالسنة من مدارات شمسية، وقمرية، ومناخية .
الاحتفال بالعام الهجري :
يجري على العام الهجري التقويم القمري، من مداره الفضائي بالسنة الشمسية من دورتها بالنظام الشمسي والنظام الفضائي، الذي يتخذ منه يومه، والسنة التي يتخذ منها عامه .
تنطلق استعدادات الاحتفال بالعام الهجري، من استهلال شهر محرم، بينما يحيا الحفل ليلة العاشر محرم، بالأفراح الليلية في أجواء جماعية من الشعلة المقدسة، المقرونة بالأهازيج الشعبية تارة بالصوت، وتارة بالدبك والدف من الرجال، وأخريات خاصة بالنسوة، كما يسلي الأهل الأطفال، بأشكال من أدوات اللعب وآليات المرح، فضلا عن إعداد ربات البيوت أطباق من الكعك المنزلي، التي تحضر إلى جانب مقتنيات أنواع من الفواكه الجافة، و تمور الواحات الزراعية، كما ينسك المسنون بالصوم، من اليوم العاشر المحرم .
الاحتفال بالسنة الشمسية :
السنة الشمسية تجري بالاستواء من اليوم والسنة، وعلى الفضاء من مدارين فضائي وشمسي ، من اثنى عشر شهرا .
ويجري الاحتفال بالسنة الشمسية، من انفتاح المغرب على المجموعة الدولية، إذ جعل من التقويم الشمسي سنة إدارية، ويغلب على مجرياته الاحتفال الحركة الدائبة بالحواضر من منتصف الليل في اليوم الأخير من السنة، مواكبة من الشرائح الاجتماعية مجريات الحياة الدولية .
ومن نهاية السنة تغلق الحسابات، وتعطل الخدمات، كما تقام الاحتفالات الليلية من الملاهي الخاصة، والمسارح البلدية، وبالشارع العام، تحت أنوار الزينة، والصور الخاصة بإحياء رأس السنة ..
السنة الأمازيغية :
سنة ليست بالجديدة، بل متجددة من اكتساب الشخصية الرسمية، من التاريخ المغربي الحديث، وهي سنة فلكية خاصة بالرصد المناخي للنظام الفضائي من الأجواء البرية والبحرية .
يجري العمل بها من الوسط الزراعي، في شكل مرتب على المنازل القمرية من مدار فصول السنة الشمسية .
وقد تم اعتماد الاحتفال بالسنة الأمازيغية رسميا، في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، بعد أن كان قاصرا على القطاع الفلاحي من طبيعة قروية .
ويتم إحياء السنة الأمازيغية، في طقوسها التقليدية، من أجواء رسمية واجتماعية حافلة بأطباق منوعة، من وجبات الثريد على الديك الرومي، أو العصيدة المنزلية المشبعة بالدهون الحيوانية، أو طبق كسكس الملتقيات الجماعية، إلى جانب سهرات موسيقية بالأزياء المحلية .
وهكذا اضحى المغاربة يحيون الاحتفال بمطلع السنة، ليس من دورتها الشمسية، او القمرية، بل من دورتها المناخية بالأجواء السنوية، وهو احتفال يلثم المجتمع على إحيائه، من تواريخه وأطباقه، والتغني من أجوائه .