م/شحن تطلق استغاثة لإنقاذ ”الوجه المنسي لليمن“ ويحذر من انهيار شامل للخدمات
محلية/الدستور الإخبارية/خاص:

المهرة/ حمدي محمد
أطلق ابناء مديرية شحن بمحافظة المهرة، نداء استغاثة عاجلاً محذّرًين من انهيار شامل يهدد القطاعات الخدمية في المديرية التي وصفه بـ “وجه اليمن المنسي”، مؤكداً أن استمرار الإهمال ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في البوابة الشرقية للبلاد.
جاء ذلك في تصريح صحفي حصري كشف فيه زعبنوت حجم المعاناة التي تعيشها المديرية الحدودية ذات الامتداد الصحراوي الواسع الذي يتجاوز ألف كيلومتر.
وقال مدير المديرية إن الكهرباء تمثل أصل المشكلة، موضحاً:
“شحن ليست بحاجة إلى طاقة كبيرة، بل إلى محطة متوسطة تتراوح بين 20 و25 ميجا من الطاقة الشمسية.”
وأشار إلى أن الاعتماد الحالي على مولدات الديزل أصبح “استنزافاً غير محتمل” بسبب ارتفاع تكاليف الوقود والصيانة، مؤكداً أن التحول إلى الطاقة الشمسية هو الحل العملي والاقتصادي الوحيد، إذ تعادل تكلفة تشغيل الديزل لمدة سنة واحدة تكلفة إنشاء محطة طاقة شمسية مستدامة.
وعدّ زعبنوت الطاقة الشمسية عامل جذب أساسياً للمستثمرين في منطقة تتمتع بمساحات واسعة وقرب جغرافي من دول الخليج.
وتحدث زعبنوت عن تدهور القطاع الصحي قائلاً إن المديرية تضم أكثر من سبع مناطق بعيدة، بعضها يفصلها عن المركز أكثر من 120 كيلومتراً، وتعتمد على مولدات متهالكة وتفتقر إلى الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأعرب عن تقديره للدعم الإنساني العماني في إنشاء مستشفى السلطان قابوس بمديرية شحن، لكنه أشار إلى حاجة المستشفى إلى مساكن للأطباء، وتأهيل إداري، ودعم بالأدوية للمناطق النائية.
وكشف مدير المديرية عن صورة قاتمة لقطاع التعليم، موضحاً أن بعض المدارس مشيّدة دون أي تأثيث، مما يضطر الطلاب للدراسة على الأرض في ظروف مناخية قاسية.
وتحدث عن المعاناة المعيشية للمعلمين المتعاقدين الذين يتقاضون 60 إلى 70 ألف ريال فقط، وهي مبالغ لا تكفي لاحتياجاتهم الأساسية، الأمر الذي دفع إدارة المديرية لتحمل جزء من تغذيتهم وفق الإمكانيات المتاحة.
كما أشار إلى غياب العدالة في صرف المكافآت الممنوحة من قبل السلطة المحلية بالمحافظة لجميع المعلمين، موضحاً أن مساواة العاملين في المدن بالمعلمين في المناطق الصحراوية والبعيدة يخلق فجوة تنفر الكوادر من الالتحاق بالمدارس النائية، وهو ما تسبب في عجز تعليمي حاد.
وأضاف أن بعض المعلمين يضطرون للمبيت داخل مبنى الإدارة لعدم توفر سكن مناسب.
ودعا زعبنوت إلى تثبيت المعلمين رسمياً عبر الخدمة المدنية لضمان استقرار العملية التعليمية ومنع تسرب الكوادر.
واتهم زعبنوت المنظمات الدولية بارتكاب “تمييز جغرافي” ضد المديرية، قائلاً:
“المنظمات الدولية تتجاهل منطقتنا بحجة بُعد شحن عن مراكز المحافظة.”
وأضاف
“شاهدنا مدارس في مناطق أخرى تحتوي على مظلات وطاقة شمسية ومختبرات، بينما نحن لا نملك شيئاً من ذلك
وحذّر من أن إهمال المناطق النائية قد يخلق بيئة قابلة لتمدّد الإرهاب – لا قدر الله – داعياً المنظمات إلى توجيه تدخلاتها إلى المناطق الأكثر احتياجاً
كما أشار إلى أزمة المهاجرين غير النظاميين الذين يتوافدون بمعدل 550–600 شخص أسبوعياً، ما يفرض أعباءً كبيرة على المديرية ويولّد تحديات أمنية واجتماعية معقدة
وتحدث عن غياب المخطط التنظيمي (Master Plan) لمدينة شحن، مؤكداً أهمية اعتماد مخطط حضري متكامل يتناسب مع مستقبلها كمنفذ دولي مهم للبلاد.
واختتم زعبنوت تصريحه بالتأكيد على أن شحن تستحق اهتماماً أكبر من السلطات المركزية، موجهاً نداءً إلى:
مجلس القيادة الرئاسي، مجلس الوزراء، والجهات المانحة
للتدخل العاجل وإنقاذ المديرية من الانهيار الخدمي الشامل.
ووجّه شكره للسلطة المحلية بمحافظة المهرة بقيادة الأستاذ محمد علي ياسر على دعمهم المتواصل للخدمات القائمة، بما في ذلك دعم منظومة الكهرباء، وتنفيذ مشروع توسعة الشارع العام إلى أربعة خطوط، واستكمال المرحلة الأولى من مشروع مياه مدينة شحن.







