حزب الله يثير الجدل حول المعادلة الثلاثية وتأثيرها على سيادة لبنان
لبنان/الدستور الاخبارية/رويترز

رغم الهزيمة العسكرية التي تعرض لها في صراعه الأخير مع إسرائيل، يواصل حزب الله التأكيد على تمسكه بمعادلته الثلاثية “جيش، شعب، مقاومة”، التي تثير جدلاً واسعاً في لبنان. وقد أعلن الحزب عن دعوته الأخيرة لأهالي الجنوب للعودة إلى قراهم، بهدف ترسيخ هذه المعادلة كجزء أساسي من استراتيجيته السياسية والعسكرية.
في بيان أصدره مساء الأحد، أكد حزب الله، الذي يُصنف كجماعة إرهابية، أن “معادلة الجيش والشعب والمقاومة ليست مجرد كلمات، بل واقع يعيشه اللبنانيون ويعبرون عنه بصمودهم وتضحياتهم”. كما أوضح أمين عام الحزب، نعيم قاسم، أن “هذه الثلاثية قد أعاقت إسرائيل عن الاقتراب من بيروت أو الوصول إلى جنوب نهر الليطاني”.
من جانبه، قال النائب إبراهيم الموسوي من كتلة “الوفاء للمقاومة”، إن “شعب الجنوب يفرض معادلة الجيش والشعب والمقاومة كواقع، سواء أيدت ذلك الحكومة أم لا”. ويظهر الإصرار على هذه المعادلة مخاوف الحزب من استبعادها من البيان الوزاري للحكومة الجديدة التي يسعى القاضي نواف إلى تشكيلها، مما يثير تساؤلات حول احتمالية استخدام الحزب لهذه المعادلة كوسيلة ضغط لتحقيق مصالحه في عملية التشكيل.
وفي المقابل، يرى معارضو هذه المعادلة أنها تهدد سيادة الدولة من خلال منح شرعية لسلاح حزب الله، مُعتبرين الجمع بينها وبين القرار 1701 نوعاً من الخداع السياسي.
وسط هذه الأجواء المتوترة، يبرز السؤال حول قدرة حزب الله على فرض معادلته مرة أخرى في البيان الوزاري، خاصة في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهه. هل ستمكنه هذه الضغوط من تعديل خياراته السياسية لتتناسب مع المتغيرات الإقليمية والمحلية؟
استثمار الدماء؟
حسب المحلل السياسي إلياس الزغبي، يسعى حزب الله أو “الثنائي الشيعي” لاستثمار الأحداث الأخيرة، حيث يتم توظيف دماء الضحايا في الجنوب والحملة الدعائية المرتبطة بعودة الأهالي إلى قراهم الحدودية، في محاولة لإعادة إحياء المعادلة الثلاثية والتأثير على تشكيل الحكومة الجديدة، فضلاً عن ضمان استمرار وزارة المال لشريكه رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ويشير الزغبي إلى أن حزب الله لم يتردد في استغلال الضغوط جنوب لبنان، حيث نظم مسيرات للدراجات النارية إلى مناطق مسيحية مع هتافات مذهبية وأسلحة، كجزء من استراتيجيته لترهيب القوى السياسية ودفعها للرضوخ لشروطه في الحكومة الجديدة.
ومع ذلك، لم تحقق عمليات الاستفزاز أهدافها كما كان متوقعاً. فقد واجه حزب الله صعوبات في تنفيذ التزاماته بما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار. والأهم من ذلك، جاء تحذير قيادة الجيش بشكل حازم ضد هذه الاستفزازات، مع ضرورة كبح مخططات الفتنة.
تُظهر الأرقام أن يوم الأحد شهد مقتل 24 شخصاً وإصابة 134 آخرين خلال محاولات العودة، وفي اليوم التالي لقي شخصان مصرعهما وأصيب 26 آخرون بجروح، مما يزيد من تعقيد المشهد اللبناني المتأزم.