بتجيب لنا المشاكل.. قصة يرويها صاحبها عن نفسه!

قصص يريويها أصحابها/الدستور الإخبارية/خاص:

كتب / علي عبدالعزيز المنصب

 

تفاجأت ليلة البارحة باتصال كنت أترقبه منذ أسبوع، اتصال ظننته أخيراً سيطوي صفحة انتظار طويلة بدأت منذ تقديمي للعمل، مروراً بمتابعة ملفي خطوة بخطوة، وصولاً إلى لحظة الموافقة التي كانت بالنسبة لي بارقة أمل في زمن ضاقت فيه مساحات الفرص.

في الاتصال الأول ليلة البارحة، أخبروني بأن الأمور تسير على ما يرام، وأن جميع الإجراءات اكتملت، فحمدت الله، وشعرت بأن الطريق بدأ يفتح لي الباب الذي طالما انتظرته، لكن ما لم يكن في الحسبان كان ما جاء لاحقاً.

تلقيت اتصالاً آخر من المسؤول المباشر عن العمل، وطلب حضوري، ذهبت مساء هذا اليوم الخميس، وأنا أظن أن ما تبقى مجرد خطوات بسيطة قبل استلام المهمة. استقبلني الرجل بوجه يحمل شيئاً من الارتباك، ثم قال بعبارة مغلَّفة بالاعتذار: “المعذرة منك يا أستاذ علي، ما قدرنا نكمّل”.

فسألته بدهشة: “إيش السبب؟” بدأ يسرد أعذاراً لا تستقيم ولا تُقنع، وكنت أستمع إليه وأنا أدرك أن خلف هذه الكلمات سبباً آخر لا يريد قوله. وبعد نقاش طويل، بدا وكأنه قرر أخيراً أن يصارحني، اقترب قليلاً مني: “يا أخي، أنت بتجيب لنا المشاكل”. نظرت إليه مستغرباً: “مشاكل؟ أي مشاكل؟!” رد بتردد واضح: “أنت تكتب وتنتقد، وإحنا نخاف على مصالحنا”.

هكذا انتهى الحديث قبل أن يبدأ العمل. لم يكن السبب كفاءة، ولا خبرة، ولا نقصاً في إجراءات، السبب كان كلمة تُكتَب ورأي يُقال، ومؤسسة تخشى من أن يثير رأي موظفها المشاكل.

زر الذهاب إلى الأعلى