إصابة ثلاث حالات في كاليفورنيا بفيروس “معقد”، يثير الرعب في الولايات المتحدة وأوروبا (لاتفوّت التفاصيل)
عالمية/الدستور الإخبارية/خاص:

في تطور يثير القلق، أعلنت السلطات الصحية في ولاية كاليفورنيا عن تسجيل ثلاث حالات إصابة بسلالة جديدة من فيروس “إم بوكس” (mpox)، المعروف سابقًا باسم جدري القرود، دون وجود صلات مباشرة بين المصابين أو سجل سفر دولي حديث، ما يشير إلى احتمال وجود انتقال مجتمعي غير مكتشف للفيروس داخل الولاية.
السلالة الجديدة، المعروفة علميًا باسم “clade Ib”، كانت قد رُصدت في البداية بجمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2023، لكنها بدأت بالظهور مؤخرًا في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك إسبانيا، إيطاليا، هولندا، والبرتغال.
ورغم أن مسؤولي الصحة العامة في الولايات المتحدة يؤكدون أن الخطر على عامة الناس لا يزال منخفضًا، فإن ظهور الفيروس بين أفراد لا تربطهم علاقات مباشرة، ودون سفر دولي، يزيد من صعوبة تعقبه والسيطرة عليه، وفق ما أفادت به دراسة حديثة شارك فيها باحثون من جامعة واشنطن.
تشير التقديرات إلى أن أقل من 3% فقط من حالات السلالة القديمة من الفيروس كانت تُرصد في مدينة لوس أنجلوس، ما يعزز احتمال وجود عدد كبير من الحالات غير المُبلّغ عنها.
ويعقّد الوضع أكثر تأثير اللقاحات، التي تسهم في تخفيف الأعراض وتقلل من شدة المرض، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى تراجع عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على رعاية طبية أو يشتبهون بإصابتهم أصلًا.
من جانبه، دعا ميغيل بارديس، خبير الأوبئة الجينومية، إلى تعزيز وسائل الرصد الاستباقي، مشيرًا إلى أن الاكتفاء بتتبع الحالات التي تطلب العلاج لم يعد كافيًا، واقترح استخدام عينات الصرف الصحي كوسيلة فعالة وغير مكلفة لمراقبة انتشار الفيروس.
بخلاف سلالة “clade IIb” التي اجتاحت العالم في عام 2022، وأصابت بالأساس رجالًا من مجتمع الميم (LGBTQ+)، فإن السلالة الجديدة تصيب الرجال والنساء بنسب متقاربة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وتنتشر بشكل أساسي بين الأشخاص الذين ينتمون إلى “شبكات جنسية كثيفة” – أي الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون.
ومع ذلك، يرى جيسون كيندراشوك، نائب رئيس مختبر الصحة العامة الكندي وخبير في فيروس “إم بوكس”، أن من المبكر التنبؤ ما إذا كانت أنماط الانتقال في أفريقيا ستتكرر في الولايات المتحدة وأوروبا، مؤكدًا على ضرورة دراسة السياقات الاجتماعية لكل منطقة.
يشير تقرير “ذا غارديان” إلى أن الولايات المتحدة قد تجد صعوبة في مواجهة هذا التفشي كما فعلت عام 2022، في ظل تقليص عدد موظفي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) وفقدان ثلث كوادرها هذا العام، إلى جانب تراجع تمويل برامج الصحة العامة والوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا.
وتسعى بعض المنظمات المجتمعية لتكرار نموذج الاستجابة الناجحة لعام 2022، عندما تعاونت مع الجهات الصحية لتوفير الفحوصات واللقاحات في أماكن التجمعات الاجتماعية، مما ساعد في احتواء الفيروس وتقليل وصمة العار المرتبطة به.
وحث بارديس أفراد الفئات المعرضة للخطر – لا سيما من لديهم شركاء جنسيون متعددون أو أولئك الذين يرتادون أماكن مثل النوادي أو الحمامات العامة – على تلقي جرعتي اللقاح لحماية أنفسهم ومجتمعاتهم.
وفي ختام التقرير، شدد الخبراء على أهمية الشراكة بين المؤسسات الصحية والمجتمعات المحلية، مؤكدين أن تمكين الأفراد من الإبلاغ عن الإصابات والحد من الوصمة الاجتماعية سيظل مفتاحًا حاسمًا لاحتواء أي تفشٍّ محتمل للسلالة الجديدة.







