غول الـ.ـفـ.ـسـ.ـاد كارثة إنسانية، وتجفيف منابعه ضرورة عاجلة
مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

بقلم/ اللواء علي حسن زكي
حين غابت أبسط وظائف الدولة انتشر الـ.ـفـ.ـسـ.ـاد وعم البلاد وألحق أضراراً بالغة بحياة العباد في معيشتهم وخدماتهم، ليس مجرد فـ.ـسـ.ـاد أفراد وحسب ولكن فـ.ـسـ.ـاد منظومة متكاملة، وفي التفاصيل وفقاً لما تم ويتم تداوله:
فـ.ـسـ.ـاد على صورة نـ.ـزيـ.ـف لعملة الدولار تحت بند ما اسموه (الاعاشة) لمن هم في الخارج والمسؤولين في الداخل وبمبالغ غير هيّنة وفي ظل مايشكوا منه البنك شحة توافر العملات الخارجية في رصيده فضلاً عن شحة السيولة بالعملة المحلية مما جعله ذلك عاجزاً عن الإيفاء بدفع مرتبات الموظفين بإنتظام – لشهرين وثلاثة أشهر لم يستلموا مرتباتهم – وبمتطلبات الخدمات العامة وفي السياق وفي ظل ما تشكوا منه الحكومة توقُّف تـ.ـصـ.ـد.ـيـ.ـر النفط والغاز بسبب اعتداءات الحوثي وحرمان البلد / البنك المركزي من عائداته بالعملات الخارجية.
وفـ.ـسـ.ـاد على صورة عبث بالمال العام تكلفة مشاريع عبارة عن فائض حاجة: مصافي النفط وتقارير الجهاز المركزي بهذا الخصوص مثالاً.
وربما فـ.ـسـ.ـاد في الإستيراد لعدم توجيه ما يعتمد له من تمويل من البنك المركزي بالدولار وجهته الحقيقية ولذات الغرض. فـ.ـسـ.ـاد في عدم توريد بعض المؤسسات والسلطات المحلية عائداتها إلى البنك المركزي وايداعها في حسابات خاصة لدى البنوك الأهلية وبنوك الصرافة.
وفـ.ـسـ.ـاد بـ.ـالـ.ـمـ.ـضـ.ـاربـ.ـة بالعملة وقد يكون بالمصارفة أيضاً، يقال ان لدى بعض شركات الصرافة من العملات الخارجية ما يفوق رصيد البنك المركزي.
نـ.ـهـ.ـب حكومي للوديعة السعودية التي كانت تضخ إلى البنك المركزي لغرض إنقاذ العملة المحلية وحياة الناس المعيشية من جور غلاء الأسعار وتحسين الخدمات، وفي السياق فـ.ـسـ.ـاد في مقاولات مشاريع البنى التحتية / الطرقات والجسور المرتبطة بها بدليل ما اظهرته الأمطار الأخيرة.
وفـ.ـسـ.ـاد في صرف مناطق ممرات مياة الأمطار ومخارج مياة السيول، صرفها اراضي سكنية وتجارية ور بماالصمت على البناء الـ.ـعـ.ـشـ.ـو.ـا.ـئـ.ـي ايضا بدليل ما نتج من كـ.ـارثـ.ـة إنسانية جرّاء تـ.ـدفـ.ـق السيول الأخيرة دون ان تجد منافذ لها للخروج إلى البحر مديرية البريقا مثالاً.
لم ينحصر الفـ.ـسـ.ـاد على الداخل الإقتصادي والخدمي ولكن وصل حد غـ.ـسـ.ـيـ.ـل الأموال وتـ.ـمـ.ـويـ.ـل الإرهـ.ـا.ب طالما كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد دخلت على خط الاصلاحات ودعمها.
وعلى صعيد آخر وبعد ان صار الـ.ـفـ.ـسـ.ـاد يـ.ـنـ.ـهـ.ـش الجسد الجنوبي وخـ.ـراطـ.ـيـ.ـمـ.ـه تـ.ـشـ.ـفـ.ـط متطلبات معيشة أبناء شعب الجنوب وحقهم الوجودي في العيش والحياة فقد تدخّل القضاء محموداً على خط الاصلاحات وفتح ملفات الفـ.ـسـ.ـاد واشهر قوة القانون.
ان الفـ.ـسـ.ـاد لم يقتصر على الجانب الاقتصادي والخدمي وحسب ولكن شمل الجانب الإداري ايضاً طالما كانت الجهات ذات العلاقة والإختصاص لم تقم بواجباتها في النزول لتفقد حالة الجسور الفنية والإنشائية وصيانتها دورياً بإعتبارها شريان الحياة، مما ترتب عليه تـ.ـآكـ.ـلـ.ـهـ.ـا بدليل ضعف مقاومتها لتـ.ـدفـ.ـق مياة السيول الاخيرة وانـ.ـهـ.ـيـ.ـار بعض عمدانها وحدوث التشققات والتصدُّعات فيها، جسر العرائس لحج مثالاً.
بما هو جسر الرَّده –جول مدرم– المسيمير– كرش يعاني من تآكل في طبقته الاسفلتيه ودون ان يحصل على صيانة وكذلك جسر عقان–كرش الذي تم الإضرار به وإخراجه عن الجاهزية بـ.ـحـ.ـرب الحوث / عفاشي عام ٢٠١٥م و لازال منذُ ذلك الحين حتى الان ورغم مرور عشرة اعوام لم تـ.ـمـ.ـتـ.ـد اليه يد إعادة الإنشاء.
ان قيمة المواد الغذائية والأدوية والوقود والمحروقات وغاز الطبخ لا زالت تراوح في مكانها طالما كانت لم تواكب وتتماشى مع إنخفاض العملات الخارجية الذي وصل حتى الآن إلى ٥٠ ٠/٠ وطالما كان الإنخفاض فيها اي الاسعار … الخ لم يتعدى نسبة ٢٠% في احسن الأحوال، ولذا فقد اعتبر المواطن المستهلك الاصلاحات مجرد احاديث طالما لم تحدث أي جديد في حياته.
فيما هي إيجارات المساكن أيضاً وفي الوقت الذي كانت ترتفع فيه مع كل إرتفاع للدولار والسعودي حيث وصلت إلى ٨٠–١٠٠ الف ريال إيجار الشقة السكنية الصغيرة فإنها وبعد إنخفاض الدولار والسعودي لا زالت كما كانت، ويا مستأجر اقبل بذلك او اخرج اسرتك إلى الشارع، وهي دعوة للسلطات المحلية والأمنية والقضائية في لحج للمعالجة.
ولكل ما سلف وبصورة عامة حان الوقت للجهد المجتمعي الشعبي والمدني والإعلامي والصحفي والديني ان ينهض بدوره ويتظافر مع الجهد السياسي والحكومي والقضائي وعلى طريق اسـ.ـتـ.ـئـ.ـصـ.ـال غول الـ.ـفـ.ـسـ.ـاد باعتباره بيت الداء وتجفيف منابعه كضرورة وطنية وحياتية عاجلة وغير قابلة للتأجيل …