الصندوق الاجتماعي للتنمية ثلاثة عقود من العدالة والتنمية الشاملة

كتابات وآراء/الدستور الإخبارية/خاص:

كتب – عبدالعالم الشرجي

 

في اليوم العالمي للعمل الإنساني يبرز الصندوق الاجتماعي للتنمية كواحدة من أبرز التجارب التنموية في اليمن، إذ تمكن خلال ما يقارب ثلاثة عقود من ترسيخ قيم العدالة، المساواة، والشفافية، وجعل الإنسان محور التنمية وغايتها. لقد جسّد الصندوق نموذجًا تنمويًا شاملًا استهدف مختلف مناطق اليمن دون استثناء، من القرى النائية إلى المدن الكبرى، مرتكزًا على قناعة أن التنمية الحقيقية لا تُجزّأ، وأن أثرها لا يكتمل إلا إذا وصل للجميع.

منذ تأسيسه، أولى الصندوق قطاع التعليم أولوية قصوى، فبنى المدارس، وأعاد تأهيلها، ودعم العملية التعليمية بتدريب المعلمين وتزويد المدارس بالمستلزمات. لقد أدرك أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل.

وسع الصندوق نطاق عمله إلى القطاع الصحي عبر إنشاء وتجهيز الوحدات الصحية، وتوفير الخدمات الأساسية التي تخفف من معاناة المواطنين، خاصة في الريف. كما تبنى برامج الحماية الاجتماعية لتأمين الفئات الأشد ضعفًا وضمان وصول الدعم إليها بكرامة وإنصاف.

عمل الصندوق على فتح آفاق جديدة للتنمية عبر رصف الطرق الريفية وبناء شبكات تربط المجتمعات ببعضها البعض، مما سهل الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية، وأتاح فرصًا اقتصادية جديدة للمزارعين والمنتجين.

لأن التنمية الريفية هي عصب الاستقرار، نفذ الصندوق برامج واسعة لدعم المزارعين وتحسين الإنتاج الزراعي، عبر بناء حواجز مائية ، وتقديم تقنيات زراعية حديثة، وتشجيع المشاريع الريفية الصغيرة، بما يعزز الأمن الغذائي وسبل العيش المستدامة.

لم يغفل الصندوق جانب بناء القدرات البشرية، فأنشأ برامج للتدريب المهني والتلمذة، مكنت الشباب والفتيات من اكتساب مهارات عملية تفتح لهم أبواب سوق العمل، وتوفر بدائل اقتصادية تعزز من قدرتهم على الاعتماد على الذات.

وفي مواجهة الأزمات، نفذ الصندوق مشاريع النقد مقابل العمل التي جمعت بين توفير فرص عمل للفئات المتضررة، وتحسين الخدمات المجتمعية ، كرصف الطرق، وحماية الأراضي الزراعية. فكانت هذه المشاريع جسرًا يربط بين الإغاثة والتنمية.

رغم الصعوبات والأزمات التي مرت بها البلاد، ظل الصندوق الاجتماعي للتنمية ثابتًا على مبادئه، عاملًا بشفافية، ومستندًا إلى ثقة المجتمع وشراكته. فقد أثبت أن التنمية ليست مشروعًا مؤقتًا، بل مسيرة مستمرة، أساسها العدالة، وأداتها الشراكة، وغايتها الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى