تفاصيل العشاء الأخير.. كيف تخلى كل من إيران وروسيا عن الأسد؟
الدستور الاخبارية/متابعات خاصة

قبل أن يسقط بشار الأسد ويصبح لاجئاً في موسكو مع عائلته، أرسل له وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة هامة خلال زيارة له إلى دمشق قبل نحو أسبوع. ففي العشاء الأخير الذي جمعه مع الأسد، أخبره عراقجي بأن إيران لم تعد قادرة على إرسال قوات لدعمه. ووفقًا لمصدر إيراني مطلع، فقد أشار عراقجي إلى أن الأسد أصبح عبئًا على إيران أكثر منه حليفًا، وأن استمرار الدعم كان سيؤدي إلى تكاليف باهظة على طهران، التي كانت محبطة من الأسد منذ نحو عام.
وتشير التقارير إلى أن الأسد أكد لعراقجي أن انسحابه من حلب كان مجرد “تكتيك” وأنه لا يزال يسيطر على الأمور ولا يحتاج لدعم. ومع تقدم الفصائل المسلحة في حماة وحمص وحلب، وبعد بدء التقدم نحو دمشق، بدأت إيران تخلي تدريجياً عن الأسد. فقد غادر العديد من كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني والدبلوماسيين وعائلاتهم إلى العراق.
وفي السياق ذاته، لعبت تركيا دورًا مهمًا في دعم الفصائل المسلحة التي أسقطت الأسد. حيث قدمت الاستخبارات التركية دعمًا عسكريًا كبيرًا لهذه الفصائل، ووفرت لها معلومات استخباراتية حول المواقع العسكرية على الطريق نحو دمشق. كما قدمت أنقرة دعمًا لبعض الفصائل المرتبطة بالجيش الوطني السوري، رغم نفيها الرسمي لتورطها في الهجوم.
أما روسيا، التي لم تشارك بشكل كبير في المواجهات ضد الفصائل المسلحة، فقد كانت في موقف صعب بسبب غزوها لأوكرانيا. فوفقًا لمصادر روسية، كانت روسيا عاجزة عن تقديم المزيد من الدعم للأسد. وفي المقابل، قدمت الفصائل المسلحة ضمانات بحماية القواعد الروسية في سوريا، مثل قاعدة حميميم الجوية وطرطوس البحرية. وقال خبراء دفاع إن سقوط هاتين القاعدتين كان مسألة وقت، وإذا لم تتمكن روسيا من تأمينهما، فكان عليها مغادرة سوريا.
وفي ظل هذه التطورات، أصبح الأسد عبئًا على كل من إيران وروسيا، ليجد نفسه في وضع غامض بعد أن تخلى عنه حليفاه الرئيسيان.