المقترح الأميركي على طاولة البحث.. هل ينجح في خفض التوتر قبل حلول شهر رمضان؟

[ad_1]
كتب موقع “الحرة”: بعد “الفيتو” الذي استخدمته في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار صاغته الجزائر لوقف إطلاق النار في غزة، كشفت واشنطن عن مقترح بديل يتضمن تفاصيل إضافية.
وتزداد المخاوف من احتدام الحرب في غزة وتوسعها في الضفة الغربية مع اقتراب شهر رمضان لا سيما في ظل تصريحات متشددة من مسؤولين إسرائيليين.
المقترح الأميركي يتضمن وقفا مؤقتا لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وعدم تسلم حماس للسلطة بعد الحرب، والتزام واشنطن بمسار حل الدولتين.
وقد لا تكون الجهود الأميركية لوقف الحرب حتى وإن بشكل مؤقت، قابلة للتطبيق على أرض الواقع، خاصة في ظل تمسك حماس بموقفها بعدم الإفراج عن الرهائن دون صفقة، فيما ترفض إسرائيل وبشكل قاطع إعلان قيام دولة فلسطينية، بحسب ما تحدث به محللون لموقع “الحرة”.
وأشاروا إلى أن ما تطمح إليه الولايات المتحدة قد لا يتعدى أن يكون محاولة لتحقيق مكاسب لصالح إسرائيل، أو قد يشكل بداية لإيجاد حل سياسي للأزمة.
هل تتوقف الحرب قبل رمضان؟
“مشروع القرار الأميركي، إذا تم إقراره في مجلس الأمن الدولي في أعقاب رفض مشروع القرار الجزائري، قد يدفع بوقف إطلاق نار مؤقت ومتقطع”، بحسب ما قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، ريتشارد تشازدي، لموقع “الحرة”.
وزاد أن مشروع القرار الأميركي الذي تحدثت به المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، قد “يوفر بعض المرونة واختلاف طفيف في مسار المفاوضات، ويفتح فرصا لم تكن مطروحة من قبل”.
وتابع تشازدي أن الفلسطينيين يجب أن يدركوا ضرورة “إخراج حماس من الصورة تماما، وإعادة بناء السلطة الفلسطينية ودعمها، إذ أن أي طرح بوجود دور لحماس في أي حكومة مستقبلية أمر مرفوض تماما”، مشيرا إلى أن إسرائيل جعلت هدفها واضحا للجميع بخوضها الحرب في غزة “ضد حماس باعتبارها تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل”.
ويوضح نص المشروع الأميركي أن حماس ليس لها مكان في الحكم المستقبلي لغزة، كما أن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني أو حقه في تقرير مصيره. وقالت غرينفيلد في هذا الشأن “مرة أخرى، أعتقد أننا نتفق على كل ذلك”.
ويشرح الأكاديمي الأميركي أن هناك اختلافات وتشابها في مشروعي القرار الأميركي والجزائري “كلاهما يطالب بوقف إطلاق النار ولكن بطريقة مختلفة، وكلاهما يطالب باستمرار دخول المساعدات الإنسانية، فيما يدعو المشروع الأميركي إلى إطلاق سراح الرهائن بشكل فوري”، لافتا إلى أن مشاريع القرارات يتم طرحها في وقت يسعى فيه وسطاء إقليميون إلى “صفقة جديدة لإطلاق سرائح الرهائن ووقف إطلاق النار”.
ويدعو مشروع القرار الأميركي بخصوص الحرب في غزة، وفق غرينفيلد، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في القطاع في أقرب وقت ممكن، على أساس صيغة إطلاق سراح جميع الرهائن.
ويدعو المشروع مجلس الأمن إلى إدانة حركة حماس، حيث قالت غرينفيلد “أغلبنا متفق أنه حان الوقت لكي يدين هذا المجلس حماس”.
ويقول تشازدي إن “إسرائيل عبرت صراحة أنها مستمرة في القتال حتى مع اقتراب شهر رمضان في مارس المقبل، ولن تتوقف حتى إطلاق سرائح الرهائن، وتفكيك حماس، رغم وجود بعض التصدعات في التوجهات بين واشنطن وإسرائيل”.
وقال عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، الأربعاء، إن هناك “مؤشرات أولية واعدة على إحراز تقدم” بشأن اتفاق جديد لإطلاق سراح الرهائن من غزة في ظل محادثات إقليمية للتوصل إلى هدنة في الحرب.
وأضاف غانتس في إفادة صحفية بثها التلفزيون، “هناك محاولات مستمرة للدفع نحو اتفاق جديد بخصوص الرهائن. لن نتوقف عن البحث عن طريقة ولن نفوت أي فرصة لإعادة بناتنا وأبنائنا إلى الوطن”.
وتابع “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بشأن الرهائن، سنواصل العمليات خلال شهر رمضان أيضا”.
وكان غانتس نفسه وزيرا للدفاع عام 2014، عندما شنت إسرائيل هجوما بريا على قطاع غزة وتوغلت فيه، وقد حدث ذلك أيضا خلال شهر رمضان.
الكاتب السياسي في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، حسن منيمنة، لا يرى في مشروع القرار الأميركي أي فرصة لإيقاف الحرب قبل شهر رمضان أو بعده، ويقول إن “المشروع الأميركي لم يأت بجديد، وهو تكرار لأسطوانة تتكرر منذ بداية الحرب على غزة، ووسيلة للتهرب من المسؤولية الأخلاقية بعد الاعتراض على مشروع القرار الجزائري”.
ويضيف في حديث لموقع “الحرة” أن “المقترح يحاول أن يحقق لإسرائيل ما عجزت عن تحقيقه ميدانيا بالأسلحة الأميركية، ولكن بتغطية سياسية من واشنطن، من خلال الوصول لهدف تفكيك حماس بالكامل”.
وتابع منيمنة أن واشنطن تحاول تحقيق عدة أهداف بما يتضمن “إطلاق سراح الرهائن من خلال هدنة مؤقتة ليس لإغاثة الفلسطينيين في غزة، إنما لإخراج الرهائن”.
وعبر عضوان بارزان في مجلس الشيوخ الأميركي عن أملهما في إمكان التوصل إلى اتفاق يسمح بهدنة إنسانية في حرب غزة قبل شهر رمضان.
والثلاثاء، قال العضوان الديمقراطيان، ريتشارد بلومنتال، وكريس كونز، في مقابلة مع رويترز إن هناك “أملا كبيرا” في التوصل إلى اتفاق قريبا لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل وقف القتال. (الحرة)