من عدن إلى غـ. ـزة رثاء في الـشـ. ـهـ. ـيـ. ـدين أنس الشريف وصالح الجعفراوي
مقال أدبي/الدستور الإخبارية/خاص:

🖋️ بقلم/ سياف مثنى النميري
من مدينة عدن، المدينة التي ذاقت ويلات الـحـ. ـروب واحتفظت رغم كل شيء بوجهها المضيء، أكتب إلى غـ. ـزة التي تشبهها في الجرح والصبر، أكتب إليها وأنا أودّع بصمتٍ قلمين من نور، رحلا واحدًا تلو الآخر، وتركا في الذاكرة أثرًا لا يُمحى.
“الصحفي أنس الشريف والصحفي صالح الجعفراوي”
قبل فترةٍ، نعت غـ. ـزة ابنها أنس الشريف، ذاك الشاب الذي حمل الكاميرا كما يحمل المقاوم بندقيته، وواجه الـمـ. ـو. ـت بوجهٍ يفيض بالهدوء والإيمان. لم يكن أنس مجرّد مراسلٍ ميداني، بل كان ضميرًا حيًّا يكتب الحقيقة بـد.م القـ. ـلـ. ـب، ويجعل من الصورة شـ. ـهـ. ـادةً تُدين القـ. ـتلـ. ـة وتُخلّد المظلومين، سقط أنس وهو يؤدي رسالته بصدق، ليبقى اسمه شـ. ـاهـ. ـد.ا على أن الكلمة الصادقة لا تـ. ـمـ. ـوت حتى وإن صمت صاحبها.
ولم تمضِ سوى أيام حتى التحقت به روح صالح الجعفراوي، الصحفي الذي كان يحمل فلسطين في عينيه وفي عدسته. رحل صالح بعد أن كتب آخر تقاريره بدموع الناس وصمودهم، وكأنّه كان يودّع الأرض التي أحبها حتى الرمق الأخير.
كان صالح من أولئك الذين لا يكتفون بنقل الخبر، بل يعيشونه بين الركام، ويتنفسون رائحته حتى تختلط بأصواتهم وصورهم. كان يرى في الصحافة شرف الرسالة، لا مهنةً تُمارس، بل عهدًا يُؤدى حتى آخر لحظة.
من عدن إلى غـ. ـزة، تتشابه الحكايات وتتقاطع الهموم. فكما عرفنا في عدن معنى أن تكون الحقيقة مهددة، عرفها أنس وصالح في غـ. ـزة كل يوم، وواجهاها بشجاعة من لا يساوم ولا يختبئ. كلاهما آمن بأن الكلمة يمكن أن تُحدث فرقًا، وأن الصورة قد تفتح عينًا نامت طويلًا على الظلم.
إن رحيل هذين الصحفيين ليس خـ. ـسـ. ـارةً لفلسطين وحدها، بل خـ. ـسـ. ـارة لكل إنسانٍ يؤمن بحرية الكلمة وحق الشعوب في أن تُروى قصتها كما هي، لا كما يريد الـمـ. ـحـ. ـتـ. ـل أن تُروى.
أنس الشريف وصالح الجعفراوي لم يـ. ـمـ. ـوتـ. ـا فصورهم، وأصواتهم، وتقاريرهم، ما زالت تعيش بيننا، تذكّرنا أن الصحافة في فلسطين ليست مجرد مهنة. إنها جبهة من جبهات الـنـ. ـضـ. ـال.
رحمة الله عليكما يا أبناء فلسطين، وسلامٌ من عدن إلى غـ. ـز.ة، من بـ. ـحـ. ـرٍ يعرف معنى الحزن إلى بـ. ـحـ. ـرٍ لا يعرف الراحة، سلامٌ يليق بالـشـ. ـهـ. ـد. اء الذين كتبوا اسمهم في سفر الخلود بحبرٍ من نورٍ ود. ـم.