كلماتك تصنع أبنـاءك: بين الابن العـ. ـاصي والابن البـار

تربية/ الدستور الاخبارية/ خاص:

 

كل أب وأم يتمنون أن يكبـر أبناؤهـم صالحين، مطيعين، بارين بهم، سنداً لهم في كبرهم، ونوراً لهم بعد رحيلهم.

لكن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيـرون أن الكلمة التي نلقيها على مسامع أبنائنا اليوم، هي البذرة التي ستنبت غداً: إما شجرة طيبة تؤتي ثمارها، أو شوكاً يؤذي صاحبه.

 

الكلمة بذرة تربية

عندما تقول لابنك: الله يهديك، الله يعينك، الله يرضى عليك، فإنك تفتح له باب الرجاء، وتغرس في قلبه الثقة بالله، وتعلمه أن الخير هو الطريق الذي يرضي والديه وربه.

لكن عندما تسبه وتقول: الله ياخدك، الله يشلك، الله يعاقبك، فأنت لا تدعو عليه فقط، بل تزرع داخله شعوراً بالرفض والكراهية، وقد يتحول ذلك الشعور إلى تمرد وعناد يكبر معه.

 

مثال الابن العاصي

طفل يسمع منذ صغره كلمات جارحة كلما أخطأ:

“غبي، ما فيك فايدة، الله يشلك”.

ينشأ وهو يصدق هذه الكلمات، فيفقد الثقة بنفسه، ويبدأ في البحث عن الاهتمام خارج البيت. وحين يصل لمرحلة المراهقة، يصبح عنيداً، لا يسمع لنصح، لأن صوته الداخلي يقول له: “أنت سيئ كما وصفك أهلك” فيكبر على العصيان، ويبتعد عن طاعة والديه حتى عن دينه.

 

مثال الابن البار

طفل آخر، كلما أخطأ سمع من والده:

“ما شاء الله عليك، أنت أذكى من كذا، الله يهديك ويعينك”.

وسمع من أمه:

“أنا عارفة إنك طيب، لكن هذا الفعل ما يليق بك، الله يرضى عليك”.

هذا الطفل ينشأ وهو يثق بنفسه، يعرف أن الخطأ يُصلح بالكلمة الطيبة، ويشعر أن والديه يحبانه رغم زلاته.

فيكبر محباً لهما، باراً بهما، يسعى لرضاهما لأنه تربى على الدعاء والرحمة لا على السب والقسوة.

 

صوتـك وصورتـك في ذاكرة ابنـك

الأطفال لا ينســون:

_ نبـرة الصوت العالية تزرع الخوف.

_ اليـد المرفوعة تزرع الكراهية.

_ السـب والدعاء السيئ يغرس العصيان.

√ بينما الدعاء الصادق والكلمة الطيبة تزرع الرحمة والمحبة.

 

التربيـة تبدأ من اللسـان

_ لا تلعنوا أبناءكـم.

_ لا تدخلوا اسم الشيطان بجانب اسم الله.

_ لا تقولوا كلمات سوداء تعلق في ذاكرتهـم.

 

√ بل اجعلوا لسانكم رطباً بالدعاء لهم:

√ الله يحفظـك.

√ الله يسعـدك.

√ الله يبارك فيـك.

√ الله يرضى عليـك.

√ الله يهديـك.

هذه الكلمات لا تنسى، وتظل ترافقهم حتى يكبروا، فيردونها لكم طاعة وبراً.

زر الذهاب إلى الأعلى