لـ ـمكـ ـافـ ـحـ ـة الفـ ـسـ ـاد .. ألبانيا تبهر العالم بتعيين أول وزيرة افتراضية بالذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا واختراعات/الدستور الاخبارية

 

شهدت العاصمة تيرانا خطوة غير مسبوقة في الساحة السـ ـيـ ـاسـ ـية الـ ـدولـ ـية، بعدما أعلنت الـ ـحـ ـكـ ـومـ ـة الألبانية عن تعيين أول وزيرة في العالم تعمل بالكامل بالذكاء الاصطناعي وتحمل اسم “دييلا”، لتتولى مسؤولية مـ ـحـ ـاربـ ـة الـ ـفـ ـسـ ـاد وتعزيز الشفافية في العقود الـ ـحـ ـكـ ـومـ ـية، في تجربة هي الأولى من نوعها عالمياً.

وأوضح رئيس الوزراء الألباني إيدي راما أن “دييلا” ليست شخصية بشرية وإنما نظام رقمي يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتتمثل وظيفتها الرئيسية في مراقبة المشتريات الحـ ـكـ ـومـ ـية وضمان الشفافية الكاملة في المناقصات والعقود العامة.

وأثار إعلان تعيين وزيرة افتراضية نقاشات قـ ـانـ ـونـ ـية وسـ ـياسـ ـية في البلاد، بعض الصحفيين تساءلوا عن مدى توافق هذه الخطوة مع الدستور، ومن يدفع ثمن أي خـ ـطـ ـأ يقع فيه الذكاء الاصطناعي، فيما لم يقدّم الرئيس بـ ـاجـ ـرام بيغاي إجابة واضحة.

ووفقاً لتصريحات رسمية، فإن الـ ـهـ ـدف هو خلق آلية لا تخضع للمساومات أو الضـ ـغـ ـوط الـ ـسـ ـياسـ ـية، بما يتيح تطبيق الـ ـقـ ـوانـ ـين بشكل متساوٍ على جميع الأطراف.

وظهرت “دييلا” لأول مرة في يناير (كانون الثاني) 2024 كمساعدة رقمية عبر منصة “e-Albania”، حيث ارتبطت صورتها بالزي التقليدي الألباني لتسهيل تفاعل المواطنين معها.

وخلال فترة عملها السابقة، ساعدت المستخدمين في استخراج عشرات الآلاف من الوثائق الرقمية وتقديم مئات الخدمات الـ ـحـ ـكـ ـومـ ـية إلكترونياً، ليشجع نجاح التجربة الـ ـحـ ـكـ ـومـ ـة على توسيع صلاحياتها وصولاً إلى منحها صفة وزيرة رسمية.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تـ ـحـ ـديـ ـات متصاعدة تواجهها ألبانيا، من بينها الـ ـفـ ـسـ ـاد المنتشر داخل مؤسسات الـ ـدولـ ـة والـ ـجـ ـريـ ـمـ ـة المـ ـنظـ ـمة المرتبطة بتجارة الـ ـمـ ـخـ ـدرات والأسـ ـلـ ـحـ ـة.

وترى الـ ـحـ ـكـ ـومـ ـة في “دييلا” أداة جديدة تضاف إلى جهودها لوقف هذه المـ ـمارسـ ـات، مع ضمان أن الرقابة تعتمد على خوارزميات محايدة لا يمكن التلاعب بها.

الجدير بالذكر أن ألبانيا تطمح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الخمس المقبلة، وتعتبر مـ ـكـ ـافـ ـحـ ـة الـ ـفسـ ـاد والـ ـجـ ـريمـ ـة المـ ـنظـ ـمة شرطاً أساسياً في هذا المسار، لذلك تُنظر إلى “دييلا” على أنها تجربة استراتيجية، تهدف إلى إقناع شركاء الاتحاد الأوروبي بجدية ألبانيا في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى